أظهرت تقديرات صادرة عن الحكومة الهندية قبل أيام أن مؤشر سعر الغذاء في البلاد ارتفع بـ12.30 في المئة، بالنسبة للسنة المرجعية التي انتهت في 30 أكتوبر الماضي. وقد ترجمت هذه التقديرات نفسها بسرعة في سوق المواد الغذائية هنا في مدينة مومباي، وخاصة في سوق السمك المقام في ميناء الصيد بالمدينة الذي يعرف ازدحاماً وكثافة في الطلب، في مقابل ارتفاع في الأسعار وضمور محسوس في العرض. ووسط أجواء الزحام المحمومة جاءت هذه البائعة حاملة معروضاتها من الأسماك لعل وعسى تجد مقابلها أسعاراً مجزية. وليست مومباي هي وحدها من يعيش الآن على وقع التوجس من ارتفاع معدلات أسعار المواد الغذائية خلال السنة الجارية، بل إن وكالات دولية ذات صلة بالأمن الغذائي العالمي، اعتبرت أن هذه السنة مرشحة لارتفاعات قد لا تصل حد الأزمة أو الندرة، ولكن ينبغي وضعها في الاعتبار على كل حال، وفي الأذهان طبعاً ضمن الأسباب كوارث الفيضانات الطوفانية في الصين وباكستان وفيتنام، وحرائق روسيا، وغيرها من بلدان مهمة في إنتاج الحبوب والمحاصيل الزراعية، إضافة إلى الأثر المدمر للاحتباس الحراري وتغير المناخ على أشكال أخرى من مصادر الأمن الغذائي العالمي كالثروتين الحيوانية والبحرية.