نتائج سلبية من زيارة نتنياهو لواشنطن... وحدود غير مستقرة مع غزة أصداء زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة، ودعوة إسرائيل الغرب إلى التلويح بـ"تهديد عسكري ذي مصداقية" ضد إيران، وحديث عن قرب موافقة تل أبيب على هجرة آلاف من "الفلاشمورا" الإثيوبيين إليها، وتطورات الوضع على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة... موضوعات نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الإسرائيلية. نتنياهو يُحرج أوباما صحيفة "هآرتس" اعتبرت ضمن افتتاحية عددها ليوم الجمعة أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي "أضرت بإسرائيل دبلوماسياً، وأضعفت علاقاتها مع الإدارة الأميركية، وأظهرت نتنياهو مرة أخرى كرافض لا يفعل شيئاً غير البحث عن الأعذار والتأخير قصد تجنب اتخاذ قرارات". واتهمت الصحيفة نتنياهو باستغلال المنبر الذي قدم له في الولايات المتحدة لإحراج إدارة أوباما، مشيرة في هذا الصدد إلى أن دعوته العلنية الأميركيين إلى خلق "تهديد عسكري ذي مصداقية" ضد إيران يُبرز الخلافات بينه والإدارة الأميركية ويصور إسرائيل كمثيرة للحرب تحاول جر أميركا إلى ورطة جديدة في الشرق الأوسط. وعلاوة على ذلك، فقد ركز نتنياهو على إصدار تحذيرات بخصوص إيران و"نزع الشرعية" عن إسرائيل، ودفع عملية السلام مع الفلسطينيين إلى الهامش. كما أن رسائله بدت متناغمة مع الخطاب/الفضيحة الذي ألقاه وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي. ثم هناك التقارير التي تفيد بموافقة إسرائيل على مخططات كبيرة للبناء في مستوطنة "حار حوما" وغيرها في القدس الشرقية، ليجد نتنياهو نفسه مرة أخرى في خلاف علني مع الرئيس الأميركي. وإضافة إلى ذلك، تقول الصحيفة إن نتنياهو أهان جون بايدن، بعد وقت قصير على إشادة هذا الأخير بضيفه في خطاب؛ ليضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد ذلك لإجراء "محادثات توضيحية" مع نائب الرئيىس الأميركي، الذي أُحرج في ظروف مماثلة قبل ثمانية أشهر فقط مع الإعلان عن مخطط استيطاني جديد في القدس المحتلة خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي لإسرائيل. وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة إن نتنياهو حاول على ما يبدو أن يُظهر أن انتصار "الجمهوريين" في انتخابات الكونجرس قد جعله محصناً ضد ضغوط الإدارة، وأن لديه اليد الطولى في الخلاف حول المستوطنات؛ ولكنها "مقاربة تنم عن قصر نظر وتعرِّض مصالح إسرائيل للخطر". إيران وإسرائيل ماذا لو فشلت سياسة الاحتواء الحالية التي يتبناها الغرب تجاه إيران في محاولة لحملها على الاستجابة لمطالبه بخصوص برنامجها النووي؟ هذا هو السؤال الذي يبدو أن "جيروزاليم بوست" قد بنت عليه افتتاحية عددها ليوم الأربعاء. وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى تركيز نتنياهو في خطابه أمام الجمعية العامة للفيدراليات اليهودية في أميركا الشمالية في ولاية نيوأورليانز الأميركية الأسبوع الماضي على إيران إذ قال محذراً "إن الاحتواء لن ينجح"، داعياً إلى الانتقال من العقوبات إلى تشكيل "تهديد عسكري ذي مصداقية" ضد إيران. وتزعم الصحيفة أنه إذا كان ثمة دعم من الحزبين "الجمهوري" و"الديمقراطي" في الولايات المتحدة لـ"عقوبات مشددة" على إيران، وإذا كانت إسرائيل تدعم بقوة وعلناً العقوبات، فإن الجانبين منقسمان حول الخطوة التالية التي ينبغي اتخاذها في حال لم تفرز العقوبات النتائج المرجوة منها. وقد اعتبرت موضوع "تشديد العقوبات" ضد إيران مهما، معبِّرةً عن أملها في أن تنجح هذه العقوبات في ردع طهران وثنيها عن السعي وراء برنامج نووي، خشية أن تفقد السلطة في سعيها ذاك. ولكن، ماذا سيحدث في حال استُنفدت هذه العقوبات وظلت الجمهورية الإسلامية مصممة على سعيها الحثيث وراء قدرة نووية؟ الصحيفة تزعم أن الجواب واضح بالنسبة لإسرائيل، والكثيرين في الحزب "الجمهوري" وبعض "الديمقراطيين"، وأغلبية الأميركيين والفرنسيين: "كلما كانت مصداقية تهديد عسكري كبيرة اليوم، كلما ازداد احتمال أن يكون اللجوء إلى القوة غير ضروري". يهود الفلاشا لفتت "هآرتس" في عددها ليوم الأحد، الانتباه إلى أن إسرائيل تستقدم 8000 من "الفلاشمورا الإثيوبيين" خلال الأربع سنوات المقبلة، مضيفة أن النشطاء الذين يدعمون "حقوق" الفلاشمورا في الهجرة إلى إسرائيل يَعدون بإنهاء كل أنشطة الضغط من جانبهم في حال تمت الموافقة على المقترح. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية سبق لها أن صوتت في عدد من المرات، خلال العقد الماضي، لجلب بقية أعضاء "الفلاشمورا" في إثيوبيا إلى إسرائيل؛ ولكنها كانت تكتشف في كل مرة أن مخيمات العبور في شمال إثيوبيا، حيث يقيمون، كان يتم ملؤها بإثيوبيين يدعون الانتماء إلى "بذرة إسرائيل" ولديهم أقارب في إسرائيل. ويعد موضوع "حقوق" الفلاشمورا في الهجرة إلى إسرائيل موضوعاً مثيراً للجدل، حيث يجادل المناوئون بأن أعضاء هذه الطائفة مسيحيون، وبأن علاقتهم باليهودية غير موجودة أو ضعيفة؛ ولهذا السبب، من المستحيل تقدير عدد من سيسعون للهجرة إلى إسرائيل في النهاية. غير أن الحكومة الإسرائيلية، تقول الصحيفة، تعرضت خلال السنتين الماضيتين لضغوط قوية حتى تجلب إلى إسرائيل حوالي 8000 عضو من هذه الطائفة، يقيمون في مخيمات عبور منذ عدة سنوات. ويدعم وزير الداخلية "إيلي يشاي" هذه المبادرة، ولكن الوكالة اليهودية ومسؤولين حكوميين آخرين يجادلون بأن من شأن السماح لهم بدخول إسرائيل أن يشجع آخرين على السعي للحصول على وضع مهاجر على أساس أنهم من الفلاشمورا. حدود غير مستقرة في تقرير مطول حول الوضع على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل في عدد يوم الأحد من صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أشار مراسل الصحيفة إلى أن "العمليات الدفاعية الوقائية"، التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي تُدار في الغالب في منطقة عازلة يبلغ عرضها كيلومترا واحداً، وتمتد من السياج إلى أطراف أحياء فلسطينية مجاورة. وداخل هذه المنطقة، تضيف الصحيفة، حدد الجيش الإسرائيلي شريطاً بطول 300 متر "منطقةً أمنية خاصة"، يمنع فيه الجيش حركةَ الفلسطينيين حتى وإن لم يكونوا مسلحين. وقد قام الجيش الإسرائيلي بإزالة كل أنواع الأشجار والغطاء النباتي والمباني من المنطقة، ما يتيح المراقبة الدقيقة ليلًا ونهاراً، عبر الكاميرات التي تم تركيبها على مراكز مرتفعة داخل الأراضي الإسرائيلية. وتضيف الصحيفة إن موظفات إسرائيليات يقمن بإدارة الكاميرات عن بعد، على أن مهمتهن لا تقتصر على مراقبة المنطقة؛ ذلك أنه عندما يلمحن رجالًا مسلحين داخل ما يسمى "المنطقة الأمنية الخاصة"، فإنه يجوز لهن إطلاق النار من خلال معدات خاصة مركَّبة على الجانب الإسرائيلي من السياج؛ معدات تشمل رشاشات ثقيلة تدار عن بعد. غير أن هذا التعبئة "الدفاعية" الإسرائيلية، على تطورها، يحدها عاملان هما الضباب والأنفاق. إعداد: محمد وقيف