كشف مقال د. عمار علي حسن: "الكاريكاتير العربي... نضال بالرسم"، بعض أبعاد ومَلكات هذا الفن الراقي الجميل، الذي يستطيع التعبير بلمسات ورسوم بسيطة عن معانٍ كثيرة راقية، قد لا تتمكن من التعبير عنها مقالات بل كتب كثيرة. والحقيقة أن قوة الكاريكاتير تتأسس على قوة الرمز عموماً، إذ من المعروف أن الإنسان يعرف عند أهل المنطق بأنه "كائن ناطق"، أي كائن قادر على الاستعاضة عن الواقع واختزاله في شكل رموز ينوب فيها الرمز عن الشيء، ويحصل الفهم والإدراك. وهذه الميزة نجدها واضحة، أبلغ الوضوح في فن الكاريكاتير، حيث يترك الفنان الخطوط والأشكال تولِّد في ذهن المتلقي المعاني التي يريد التحريض على استنتاجها أو استدعائها من الواقع أو الذاكرة. ولكن ليس معنى هذا أيضاً أن فن الكاريكاتير ليست له نقاط ضعف أو أنه فن كامل الأوصاف. فهو في النهاية منحى إنساني في التعبير ينتابه من أوجه النقد ما ينتاب طرق التعبير الأخرى، ففيه الصادق والمعبر، والمفتعل، والمبالِغ، وفيه أيضاً أحياناً غير المناسب. عبدالله سعيد - الدوحة