العاصمة السريلانكية كولومبو التي طالما شل حركتها القتال بين المتمردين والقوات الحكومية خلال سني الحرب الأهلية الطويلة... تمر اليوم بموقف يعيد إلى أذهان سكانها تلك التجربة المريرة؛ فقد تهاطلت عليها خلال الأسبوع الماضي أمطار طوفانية صاحبتها فيضانات وسيول جارفة. وفي هذه الصورة نرى رجلاً يحاول عبور أحد الشوارع، حيث وصل مستوى الماء إلى ما فوق الركب. الرجل يحمل على ظهره والده المسن لعله يصل به إلى مكان آمن و"ناشف"! لكن هيهات، فأين ذلك المكان اليوم في كولومبو التي لم تسعفها شبكة صرفها في التخلص من مياه الأمطار والفيضانات، بل قطعت السيول أكثر شوارعها التي تحولت إلى مناطق خطر تجبر السكان على المكوث في بيوتهم المحاصرة بالمياه، وتجعل المدينة تبدو كما لو أنها عالم أشباح. بعض الأشخاص الذين التقطتهم الكاميرا في هذا الشارع نهاراً، يحاولون العودة إلى بيوتهم، وبعضهم الآخر يريد الإفلات سعياً للنجاة بحياته. ومع ذلك فكولومبو التي عانت في السابق ما هو أشد وأقسى من فيضاناتها الحالية، أي حرب القتل والإبادة من الإنسان ضد أخيه الإنسان، تبقى قادرة على التكيف مع ظرف طبيعي طارئ ستتكفل الأيام بابتلاع سيوله وتجفيف مياهه، ولو واصلت تدفقها أسبوعا كاملاً!