لا أريد الدخول في تفاصيل المقارنة التي تطرق إليها الدكتور حسن حنفي في مقاله الأخير بين "الثورة التركية... والثورة العربية"، لكن رغم التباينات الكثيرة بين الثورتين، لاسيما في سياقهما التاريخي والاجتماعي، فإن كلاً منهما قامت ضداً على السلطنة العثمانية، ولإقامة نظام جمهوري حديث. كما انطلقتا معاً في ظل ظروف تميزت بالهزيمة وقيود الضعف والتخلف، حيث كانت الدولة العثمانية قد خرجت لتوها من الحرب العالمية الثانية بهزيمة لقواتها أمام جيوش الحلفاء، بينما اندلعت الثورة العربية على خلفية المعانات التي قاستها بعض النخب العربية تحت نير السلطان العثماني، وفي أعقاب الهزائم التي تكبدتها الشعوب العربية أمام الزحفين البريطاني والفرنسي على المشرق والمغرب العربيين. وفيما رامت الثورة العربية توحيد الأمة العربية، وأخفقت كلياً في ذلك، فقد أرادت الثورة التركية أيضاً بناء دولة تركية قومية حديثة، لكن نجاحها كان ناقصاً وغير مكتمل، لاسيما أن شعوباً تركية عديدة في آسيا وأوروبا بقيت خارج نطاق الدولة الكمالية الجديدة. خالد نسيم -أبوظبي