مع أهمية ذلك الاستدعاء التاريخي القيم لصفحات مطوية قديمة من تاريخ الحضور الأميركي في غرب البحر المتوسط مع بدايات القرن التاسع عشر، التي أفاض في الحديث عنها هنا مقال الكاتب محمد السماك: "دبلوماسية الزوارق المسلحة"، إلا أنني أرى أن الدور العالمي الذي تلعبه أميركا اليوم مختلف، فانتشار أساطيلها أصبح فقط تعبيراً عن قوة حضورها الدولي باعتبارها القوة العظمى الوحيدة في عالم اليوم. ومع ما قد يكون في هذا الانتشار من دلالات تاريخية مثيرة للجدل بالنسبة لبعض مناطق العالم كاليابان وشبه الجزيرة الكورية مثلاً، إلا أن له أيضاً إيجابيات ينبغي الاعتراف بها، ومنها تأمين حركة الملاحة الدولية، وتيسير وتسهيل وصول إمدادات الطاقة والمواد الأساسية إلى المستهلكين في مختلف أنحاء العالم. ومن واقع عودة مظاهر القرصنة والفوضى في بعض بحار العالم تتجلى أهمية وجود قوى بحرية دولية قوية قادرة على ضمان سلامة الملاحة، والسهر على نفاذ القانون الدولي في هذا المجال. بوعلام الأخضر - باريس