أتفق مع تلك الآراء الواردة في مقال د. عبدالله العوضي: "عصر... ما بعد النفط" وذلك لقناعتي الراسخة بأن الحديث الآن في بعض وسائل الإعلام الغربية عن قرب انتهاء عصر النفط الهدف الحقيقي من ورائه الإيهام بأن منطقة الشرق الأوسط يمكن تهميشها، أو على الأقل أن محوريتها اليوم في التوازنات الدولية ستتناقص خلال العقود المقبلة. وأكثر من هذا ربما يهدف أيضاً بعض مؤيدي إسرائيل في الإعلام الغربي إلى تهيئة وتحريض الرأي العام في دول الغرب على البحث عن بدائل أخرى للطاقة، وذلك لحرمان العرب من واحد من أهم مصادر دخلهم. ولكن هؤلاء وأولئك إنما يحلمون أحلام يقظة لا أكثر ولا أقل، فأهمية المنطقة على المسرح الدولي ستبقى في حالة زيادة وصعود، ومحورية النفط كمصدر أول للطاقة في العالم وحجز زاوية في الصناعة لن تتناقص خلال العقود المقبلة بأي شكل من الأشكال. وأكثر من هذا أن هنالك قيمة مضافة للنفط هي تلك الصناعات البتروكيماوية الضرورية المرتبطة بالنفط التي لم تعد الحياة المعاصرة قادرة على الاستغناء عنها، ولكن في حال التحول إلى بدائل النفط المطروحة ستنعدم تلك الصناعات لأن إمكانية الحصول عليها غير متوافرة في تلك البدائل. جمعة الزهراني - جدة