المبادرة التي تقدّمت بها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، في المؤتمر الثالث لـ"منظمة المرأة العربية"، الذي عقد مؤخراً في تونس، الخاصة بإنشاء لجنة دائمة للشباب العربي ضمن "منظمة المرأة العربية"، تعكس بوضوح الاهتمام الذي توليه سموها لفئة الشباب والشابات العرب، والحرص على تفعيل دورهم في خدمة مجتمعاتهم. أهميّة هذه المبادرة لا تكمن في كونها تركّز على فئة الشباب، الذين يعتبرون أهم قطاعات المجتمع العربي وحسب، وإنما لأنها تستهدف تحقيق نقلة نوعية في أنشطتهم وتفاعلهم مع قضايا المرأة العربية والتنمية الاجتماعية أيضاً، وذلك من خلال العمل على إيجاد وعي مشترك بين هؤلاء الشباب حول قضايا المرأة وأهميّة دورها في عملية التنمية، خاصة مع قلّة المعلومات حول واقع المرأة ووضعها في كثير من الدول العربية. وما يدعو إلى التفاؤل أن هناك اهتماماً ومتابعة مستمرين من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بتفعيل هذه المبادرة، وتوجيه القيادات النسائية في الدولة لاتخاذ الخطوات الكفيلة بترجمتها على أرض الواقع. هذه المبادرة التي تستهدف بالأساس تفعيل دور الشباب في التنمية المستدامة في الدول العربية، قوبلت باستحسان السيدات الأول المشاركات في المؤتمر، وتمّ إدراجها ضمن توصيات المؤتمر الأخير. وهذا إن كان يعكس التقدير الكبير الذي تحظى به "أم الإمارات"، باعتبارها من أهم الشخصيات النسائية في العالم العربي والعالم، فإنه يؤكّد أيضاً دور سموها الرائد في النهوض بأوضاع الشباب العربي، وسعيها الدائم إلى تحسين ظروفهم وتمكينهم من العمل والمشاركة بفاعلية في قضايا مجتمعاتهم وأوطانهم، خاصة أن سموها تقدّمت بالعديد من المبادرات البنّاءة التي تخدم هذا الهدف خلال فترة رئاستها الدورة الثالثة لـ"منظمة المرأة العربية" 2007-2009، والتي استهدفت من خلالها الارتقاء بقدرات الشباب العربي في كثير من المجالات. فانطلاقاً من قناعة سموها بأهميّة ما يمثّله الشباب من طاقة حيوية مهمّة في عملية التنمية الشاملة، تفضّلت برعاية الدورة المتقدّمة في الدراسات الميدانية وأساليب جمع المادة العلمية وأساليب تحليلها التي عقدت في يناير 2008 بهدف تزويد الشباب بالمعرفة في مجال حيوي هو مجال الدراسات الميدانية، وقد مهّدت هذه الدورة لتنفيذ دراسة ميدانية لرصد توجّهات شباب الجامعات العربية تجاه موضوع أمن الإنسان وقضايا المرأة، كما تفضّلت سموها برعاية دورة تنمية مهارات الحوار والاتصال حول قضايا المرأة بين الشباب العربي في يونيو 2008 من أجل تدريبهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتحاور مع الشباب الغربي دون تشدّد أو تحيّز، ثم رعت مؤتمر حوار الشباب العربي -الغربي في الشهر نفسه الذي شكّل فرصة مهمّة لمجموعة الشباب الغربيين المشاركين في الحصول على المعلومات الصحيحة عن واقع المرأة العربية وأوضاعها وقضاياها والجهود المبذولة من أجل النهوض بها. إن الاهتمام الذي توليه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لقضايا المرأة، وحرصها المتواصل على تفعيل دور الشباب العربي، وتقديم كافة أوجه الدعم لهم لممارسة دورهم في مجتمعاتهم، جعل مبادراتها في هذا الشأن تحظى بالتقدير والاهتمام من جانب القيادات النسائية في العالم العربي والعالم ككل، مما أكسبها احتراماً كبيراً على المستويين الإقليمي والدول، وليس أدلّ على ذلك من حصولها على عشرات الجوائز والأوسمة من منظمات إقليمية ودولية، تقديراً لدورها البارز في مجالات دعم المرأة الإماراتية والعربية وتمكينها. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.