في مقاله "تحولات المشروع القومي العربي"، تحدث السيد ياسين عن الخطاب القومي العربي مشيراً إلى طبعتين من هذا الخطاب؛ "الخطاب القومي التقليدي" و"الخطاب القومي الوظيفي"، معتبراً أن الأول كان الأقل نضجاً والأبعد عن الواقعية، وأن الثاني كان نتيجة للزلزال الذي أحدثته صدمة يونيو 1967. والواقع أن ما سماه "الخطاب الوظيفي" لم يكن سوى تطور امتدادي لما سماه أيضاً "خطاباً تقليدياً"، وما ذلك إلا جزء من منطق الأشياء وقانون التطور. كذلك أخذ الكاتب على الفكر القومي أنه لم يُعنَ بقضية "الدولة الوطنية" بمفهومها المؤسسي والحقوقي، بل ظل يفكر بالدولة القطرية، مكتفياً بالطعن في شرعيتها. وفي اعتقادي أن ذلك الفكر قد بالغ إلى حد ما في نقد الدولة القطرية، لكن عذره أنه كان ينتقد حالة يريد تجاوزها (الدولة القطرية) نحو حالة يبتغيها (دولة الوحدة)، ومن ثم فقد عُني بهذه الأخيرة حتى اتهمه خصومه بالوقوع في اليوتيبيا المفرطة. بهاء السيد -لبنان