"وجهات نظر": عولمة الفساد ----- في العدد الأخير من شهرية "وجهات نظر" نطالع دراسة عن "عولمة الفساد"، بقلم حسن أبشر الطيب، يوضح فيها أن الفساد كظاهرة اقتصادية واجتماعية موجود منذ قرون ممعنة في القدم، لكنه زاد مع تدخلات الدول في كافة أوجه الحياة العصرية، فأصبح له أشكال وألوان لاسيما في البيروقراطيات المركزية. فالسلطات التقديرية التي يحظى بها البيروقراطيون، وسوء استعمالها من قبل الموظفين النافذين، هي أحد مداخل الفساد إلى مختلف أوجه الحياة اليومية. ويعترف الكاتب بأنه لا وجود اليوم لـ"المجتمع الفاضل" الخالي من الفساد، وبأن الاختلاف بين الدول لا يعدو كونه اختلافاً في عمق ظاهرة الفساد المقوضة لكل القيم المجتمعية، الثقافية والحضارية. وتحت عنوان "ياعـزيزي كلنا... الرقص مع الفساد!"، يقول محمد رؤوف حامد إن الفهم الصحيح للفساد يظل مسألة خاضعة للتطور باستمرار، بهدف التوصل إلى الحد الأدنى المناسب من الفهم والإدراك للفساد بأبعاده المختلفة، ما يؤكد الحاجة إلى أكثر من نظرية لتفسير هذه الظاهرة. وهنا يستعرض الكاتب نظريتين رئيسيتين، هما نظرية «العدوي» ونظرية «الانحطاط الحلزوني». هذا فضلاً عن الحاجة الأساسية لدى القائمين على عمليات مجابهة الفساد إلى التسلح بالقدرة الذاتية على الفهم والتفسير والتوقع لأية مستجدات يستحدثها المفسدون، في سعيهم لتوسيع ونشر حركيات الفساد. أما نيثان ثرول، فتستهل مقالها المطول، "رجُلنا فــي فلســطين!"، بالحديث عن العملية التي نفذها مقاتلو "حماس" في نهاية أغسطس الماضي، وأدت إلى مقتل مستوطنين يهود في مدينة الخليل بالضفة الغربية، قائلة إن هدف العملية كان إفشال المفاوضات المقررة في اليوم التالي بواشنطن، علاوة على هدف آخر ألا وهو توضيح "عقم التعاون الأمني" بين رام الله وإسرائيل. وكان ذلك التعاون قد وصل إلى مستويات غير مسبوقة تحت التوجيه الهادئ لجنرال أميركي يحمل ثلاث نجوم، هو "كيث دايتون" الذي كان يقود مهمة غير معلن عنها لبناء قوى أمنية فلسطينية في الضفة الغربية. The Futurist الفائض المعرفي ومفهوم البطولة --------- استقراء المستقبل هو المحور الرئيسي لدورية The Futurist التي تصدر كل شهرين عن جمعية المستقبل العالمي ومقرها "ميريلاند". فتحت عنوان: "الحالمون عام 2020: الشبكات والدوافع البشرية... استخراج الفائض المعرفي"، يقول "كلاي شيركي"، أستاذ الاتصالات بجامعة نيويورك، إن مفهوم الشبكات الاجتماعية وحتى سنوات قليلة خلت، كان يعني مجموعة معارف وأصدقاء وربما أقارب الشخص وزملائه في العمل، وأنها الأداة التي يتفاعل فيها كل واحد منا مع الأفراد والمؤسسات على كافة المستويات. أما اليوم فقد تكاثرت الشبكات الاجتماعية، مثل "فيس بوك"، وبلغ عددها الآلاف، وتشمل شبكات يقوم فيها الأفراد بتدوين أدق التفاصيل الخاصة بحياتهم الشخصية والعملية، وشبكات أخرى لناشطين سياسيين، أو لمثقفين، أو لصحفيين هواة. والسؤال الحتمي الذي لابد أن يطرحه علماء المستقبليات إزاء هذا الفائض المعرفي الهائل والمتداخل هو: ما هي الوسيلة التي يمكن بها تحقيق أقصى فائدة من هذا الفائض المعرفي المتدفق على الشبكة، من أجل تحسين نوعية الحياة، ولإعداد مواطنين صالحين مؤهلين في العقد القادم وما يليه من عقود، ومن أجل تحقيق مستقبل أفضل للبشرية؟ وتحت عنوان "التغييرات القادمة في مفهومنا عن الذات: الحاجة إلى بطل"، يسأل فيليب زيمباردو، أستاذ علم النفس، ما هو تعريف البطل؟ ويجيب على السؤال بقوله إن البطل هو الشخص الذي يمتلك، ويظهر بعض سمات بطولية مثل النزاهة، والشرف، والتعاطف مع الآخرين، والشجاعة الأدبية، والوعي الاجتماعي، والالتزام بالمشاركة الطوعية في خدمة المجتمع. ويقول الكاتب إن البطولة مفهوم اجتماعي، وإنها شأنها كأي مفهوم اجتماعي آخر، قابلة للشرح والتعليم والنمذجة، وإنها من حيث الجوهر سمة عامة من سمات الطبيعة الإنسانية، ولا تقتصر على أفراد متميزين بعينهم، بل بمقدور أي فرد، انطلاقاً من هذا المفهوم، أن يتصرف على نحو بطولي واستثنائي إذا ما دعت الظروف لذلك.