قرأتُ مقال د. عبد الحق عزوزي: "الشراكة المتوسطية... والرافعة الأميركية" ومع اتفاقي مع معظم ما ذكره حول سبل إعادة إطلاق الشراكة المتوسطية، على أسس أقوى وبعراقيل أقل، إلا أنني أعتقد في الوقت نفسه أن هذه الشراكة في شكلها الأخير المعروف باسم "الاتحاد من أجل المتوسط" بنيت أصلاً على ما يشبه وصفة الفشل المسبقة، وذلك لأن الدول الأعضاء فيها مختلفة في كل شيء اقتصاديّاً وسياسيّاً، وتتبنى مواقف متباعدة تجاه كل القضايا المطروحة. وأكثر من هذا أنه لا توجد مشتركات سياسية أو ثقافية بين دول الجنوب المتوسطي ودول الشمال، وحركة المبادلات التجارية بين الضفتين تكاد تكون غير متوازنة أيضاً، بسبب قوة إغراق المنتجات الأوروبية للأسواق العربية، وفي الوقت نفسه النزعة الحمائية لدى الأوروبيين التي تجعلهم يختلقون ألف سبب وسبب لسد أبواب أسواقهم أمام منتجات الضفة الأخرى. وفي المجمل فإنه لا توجد رافعة لذلك الاتحاد سوى النوايا المعلنة. والنوايا وحدها لا تخلق اتحاداً إقليميّاً ناجحاً. وائل عقيل - بيروت