مع أهمية ذلك الطرح الوارد في مقال: "العرب والنموذج اللاتيني" للدكتور السيد ولد أباه إلا أنه ينبغي أيضاً عدم إغفال الاختلاف الكبير بين السياقين العربي والأميركي اللاتيني. فدول أميركا اللاتينية لم تعانِ من تعقيدات السياسة الدولية كالحروب والصراعات والتكالب العالمي بقدر ما عانت المنطقة العربية، ولذلك فإن معظم مآزق ومشاكل القارة اللاتينية خلال العقود الماضية كانت ناجمة عن أسباب ذاتية أو موضوعية داخلية، أو بسبب تجاذبات اجتماعية أو سياسية خاصة بتلك الدول، ولا ترقى في كل الأحوال في خطورتها إلى مستوى جسامة التحديات التي واجهتها المنطقة العربية. فالعرب ظلوا خلال القرن الماضي محل استهداف من قبل القوى الاستعمارية، وبعدها المشروع الاستيطاني الصهيوني، وقبل هذا وذاك التآمر الدولي والانحياز الغربي للمحتلين الإسرائيليين. ولذا فإن عوائق التحديث والتنمية، وقبلهما الاستقرار، ظلت متكاثفة في الحالة العربية بشكل لا يقاس إلى الوضع في أية منطقة أخرى من العالم. بدر الدبعي - صنعاء