أصداء متباينة لرحلة أوباما الآسيوية... ومهمة شاقة أمام قمة العشرين جولة أوباما الآسيوية، وزيارة كاميرون للصين، وقمة العشرين في سيؤول وتطورات الوضع في العراق... موضوعات نسلط عليها الضوء، ضمن عرض أسبوعي للصحافة البريطانية. جولة أوباما تحت عنوان"أوباما يمد يده للعالم الإسلامي في إندونيسيا"، تناولت "الجارديان" في افتتاحيتها يوم أمس تفاصيل زيارة أوباما لإندونيسيا المحطة الثانية لجولته الآسيوية بعد زيارته للهند، التي ركز فيها على الاقتصاد وعقد الصفقات التجارية، وأثنى فيها على الديمقراطية الهندية ووصف الهند بأنها قد وصلت بالفعل لمصاف الدول العظمى، وتجاهل التطرق لحقوق الإنسان في الهند، وانتقد باكستان لعدم بذلها الجهد الكافي للتحكم في الجماعات الإرهابية التي تمارس العنف في كشمير. أما في إندونيسيا التي كان قد قضى فيها أربع سنوات من طفولته، فقد حرص أوباما على إعادة التأكيد على أهمية التواصل بين أميركا والعالم الإسلامي، كما تناول في كلمة ألقاها من مسجد "استقلال" الذي يعد أكبر المساجد في منطقة جنوب شرق آسيا موضوع تحسين العلاقة بين أميركا والعالم الإسلامي، وأنه قد جعل ذلك أولوية قصوى له منذ أن جاء إلى الحكم، وأن أميركا لم ولن تكن في عداء مع الإسلام، وقال إن أميركا والعالم الإسلامي يجب أن يعملا على التخلص من الشك وسوء الظن، وأن يعيدا بناء الثقة بينهما، وأعاد التأكيد على تصميم الولايات المتحدة على هزيمة "القاعدة" وفروعها، وأنها لا تمثل الإسلام الصحيح وأن هزيمة الإرهاب ليست مهمة الولايات المتحدة وحدها، وإنما مهمة المجتمع الدولي بأسره. وأثنى أوباما على الدور الذي لعبته إندونيسيا في التصدي للإرهاب وتقليم أظافره على أراضيها. "قمة العشرين" وفي افتتاحيتها يوم الأحد الماضي تحت عنوان "توجيه مسار الاقتصاد العالمي"، رأت"الفاينانشيال تايمز" أن مجموعة العشرين، التي ظهرت بعد سقوط مصرف "ليمان براذر" الشهير، ونُظر إليها على أنها ستكون منتدى فعالاً لمعالجة مشكلات العالم، قد واجهت العديد من المشكلات بعد ذلك، حيث فشلت القمتان اللتان عقدتهما دول المجموعة في واشنطن ولندن، كما أن الفترة التي سبقت قمة المجموعة التي تعقد اليوم في العاصمة الكورية قد حفلت بالمشاحنات والنزاعات بين دول المجموعة حول أسعار العملات وعدم التوازنات بين اقتصادات دول المجموعة. وتضيف الصحيفة إن قادة المجموعة يجب أن يبذلوا الجهود الكافية حتى لا تخرج المجموعة عن المسار الذي خلقت من أجله، وهو المحافظة على سلامة الاقتصاد العالمي وحمايته من الأزمات الدورية على أن يدرك هؤلاء القادة أن المجموعة، لن تتمكن من المحافظة على مسارها وتحقيق أهدافها، من دون مشاركة الاقتصادات الصاعدة، والالتزام بمبدأين أثبتت التجربة أهميتهما البالغة هما: الأول، أن أي أزمة اقتصادية أو مالية عالمية لن تكون قابلة للحل، ما لم يكن هناك نوع من العمل المنسق والمنظم بين دول المجموعة. والمبدأ الثاني أن الأيام التي كان فيها مصير العالم يتحدد من قبل مجموعة الثماني الكبار قد ولت، وأن أي حل فعال لأي مشكلة عالمية لن يتم في غيبة جهود القوى الاقتصادية الصاعدة. وطالبت الصحيفة قادة الدول الذين سيجتمعون اليوم في سيؤول بوضع ذلك في حسبانهم وأن يدركوا أن منظمتهم لن تكون قادرة بمفردها على الحيلولة دون وقوع الأزمات، ولكنها ستكون قادرة دون شك على منع انزلاق العالم إلى الحمائية أي قيام كل دولة وبمعزل عن باقي الدول باتباع سياسات حمائية لحماية اقتصادها بصرف النظر عما إذا كانت هذه السياسة ستضر بالدول الأخرى وبالذات النامية أم لا، وهو ما سيؤثر في النهاية على حركة التجارة والاقتصاد ويعرض العالم للمزيد من الأزمات كما تقول. "لكل سياسة ثمن" في افتتاحيتها أمس الأربعاء تحت عنوان "كاميرون في الصين: ليس هناك ما يمنع كاميرون من الترويج للتجارة مع الصين ولكن هذه السياسة لها ثمن"، قالت"الجارديان" إن ديفيد كاميرون أثبت منذ أن جاء إلى الحكم أنه يمتلك استراتيجية واضحة للسياسة الخارجية تختلف عن سابقيه في الحكم توني بلير وبراون، وتقوم على ثلاثة أعمدة رئيسية: الأول، وضع التجارة في قلب تلك السياسة. الثاني: تحويل الانتباه شرقاً إلى آسيا. الثالث تبني نهج أكثر تواضعاً في التعامل مع دول العالم كشريك رئيسي لا يتعامل بعدائية، ولا يتسم سلوكه بالطموح الزائد على حساب المبادئ. وتقول الصحيفة إن أهمية زيارة "كاميرون" تنبع - بالإضافة لأسباب أخرى بالطبع - من أنها تأتي في نفس الأسبوع الذي تعقد فيه قمة دول العشرين في سيؤول بكوريا الجنوبية، وهي القمة التي سيتم فيها التركيز على تنشيط التجارة العالمية، ومعالجة جوانب الخلل وعدم التوازن في الاقتصاد العالمي وأن "كاميرون" على الرغم من تركيزه على الاقتصاد وتنمية التجارة أثناء زيارته للصين، لم ينس أن يوصل رسالة إلى القيادة الصينية، حيث أعرب في كلمة له أمام طلاب إحدى الجامعات أن المملكة المتحدة ترغب أن تحسن الصين من سجلها في مجال حقوق الإنسان، وأن ذلك يجب أن يحسب لـ"كاميرون"، الذي وإنْ كان قد سعى إلى تعزيز علاقة بلاده بالصين العملاق الاقتصادي العالمي إلا أنه لا لم يتحرج من التعبير عن موقفها من الملف الصيني المزعج في مجال حقوق الإنسان، واضطهاد الأقليات. مأساة العراق تحت عنوان "دولة محطمة تبدأ عملية تعافٍ بطيئة"، ربطت الإندبندنت في افتتاحيتها أول من أمس الثلاثاء بين الادعاءات التي ضمنها بوش مذكراته الجديدة التي اختار لها عنوان "نقاط القرار"، فقالت إن بوش قد يعتقد أن نشر هذه المذكرات(صدرت الثلاثاء أول من أمس)، قد جاءت في الوقت المناسب، وخصوصاً على ضوء الأنباء المتعلقة بتطورات الاجتماعات التي عقدت بين الكتل الرئيسية في العراق في مدينة أربيل ثم بغداد، والتي تشير إلى أن العراق يقترب من تشكيل حكومة وحدة وطنية. ترى الصحيفة أن بوش ليس لديه أي سبب يدعوه لذلك، ويدعوه هو وغيره من مهندسي حرب العراق لتبرير قرار الغزو، فالوضع السياسي في العراق لا يزال متأزماً والأوضاع الأمنية متدهورة بدليل الانفجارات والهجمات المستمرة، التي قتلت وأصابت المئات من العراقيين واستهدفت مؤخراً الطائفة المسيحية بالقتل، وبدليل أن القادة العراقيين الذين وصلوا إلى الحكم بموجب الانتخابات، التي يتباهى بوش بأن الغزو، الذي أمر به كان هو الذي وفر الظروف التي سمحت بعقدها قد أثبتوا أنهم قادة جشعون يتسمون بعدم الكفاءة ويعملون من أجل مصلحة الطوائف، التي ينتمون إليها بصرف النظر عن مصلحة العراق كبلد، وأن تعطل عملية تشكيل حكومة لمدة ثمانية شهور يمثل في حد ذاته دليلًا على أن العملية السياسية في العراق معيبة، ولا تزال مشوبة بالكثير من جوانب القصور، وأن الفساد ينخر أجهزة الدولة، وأن أجهزتها الأمنية مخترقة وغير قادرة على حماية العراقيين ولا حماية نفسها، وأن المجتمع العراقي ممزق يعاني من كافة أنواع المشكلات الحياتية دون أن تلوح هناك بارقة أمل في الخروج من هذه الأوضاع، التي لا يجب لأي سبب من الأسباب أن تكون مدعاة لتشدق بوش في مذكراته بقراره بغزو هذا البلد. إعداد: سعيد كامل Summary