يمكن تخليص مجموعة الأفكار الرئيسية حول الصراع العربي الصهيوني، والحل المضمون لتحجيم حلم بني صهيون، في الأفكار العشرة التالية: 1- وجود إسرائيل وبقاؤها حتى الآن ليس من قوتها ولا من دعم الغرب، لكنها وجدت واستمرت كنتيجة لانهيار جهاز المناعة العربي. 2 ـ إسرائيل بذلك التعريف هي عرض للمرض وليست المرض، وهذا أمر ذو أهمية بالغة استفدناه من "مالك بن نبي" في حديثه عن الاستعمار والقابلية للاستعمار؛ فلولا الضعف ما ظهر المرض، ولولا المستنقعات ما فرخ البعوض، ولولا مخلفات السمك ما حوم طير النورس. 3 ـ إسرائيل، أو الصهيونية بكلمة أدق، هي ظاهرة سرطانية ليس من سبيل لمصالحتها، وبدلاً من ذلك يجب تطويقها بدون حرب ولا سلم ولا اعتراف؛ كما نصبر على أي سفيه دخل حارتنا فجأة؛ فقاطعناه حتى حمل حقائبه وولى الأدبار. 4 ـ الصراع العربي الداخلي أصبح الصراع الجوهري والتناقض الأساسي في الحالة العربية، أما الصراع العربي الإسرائيلي فبات هامشياً وجانبياً بموجب المعطيات الماثلة. وقد رأينا ذلك في كثير من تطورات الأعوام الماضية الأخيرة. 5 ـ فشل العرب في حروب الاسترداد، وربما كان أخطرها جميعاً تلك الحرب التي خاضها عبد الناصر عام 1967، فخرجت إسرائيل منها بأفضل النتائج، ولا زلنا نعالج ذيول ذلك الخطأ الشنيع بفواتير لا نهاية لها، وبدون فائدة تذكر حتى اليوم. ومن المعالجات التي تبنيناها دون تمحيص مبدأ مبادلة الأرض بالسلام، وهو مبدأ خرافي لأن إسرائيل بنت وجودها بالأصل على احتلال الأرض بقوة السلاح، وها هي اليوم أصبحت تملك ترسانة نووية تجعل الحرب معها انتحارية. 6 ـ فشلت المفاوضات وما زالت، وحالياً لا فائدة ترجى منها سوى تضييع مزيد من الوقت، وخسارة مزيد من الأرض. لقد بلغت المستعمرات الصهيونية حداً مخيفاً في الضفة والقدس، بحيث يستحيل قيام أي دولة فلسطينية هناك تحت مظلة "فتح". 7 ـ لقد علت إسرائيل علواً كبيراً، وسوف يسلط الله عليها من يجوس خلال الديار فيدمرها تدميراً، وكان ذلك في الكتاب مسطورا. 8 ـ ظهر المرض العربي الداخلي عبر أجلى صوره في خلاف "فتح" و"حماس" اللتين تقاتلتا بكل حماس. وبينما يتضح أن الإسرائيليين أشداء على الفلسطينيين والعرب رحماء بينهم، ديموقراطيون في احترام بعضهم بعضاً، فإننا كعرب نعيش عصر انقلاب محاور الزمن إلى الخلف! وهذا هو لب المشكلة العربية إلى أن يولد جيل جديد ديمقراطي يحترم نفسه والعالم. 9 ـ مرت على الصراع العربي الصهيوني 62 عاماً ولا أمل بنهاية النفق العدائي، لذلك يجب فهم أسباب استمرار المشروع الصهيوني بفعل حزمة من العناصر أهمها الديمقراطية الداخلية والعقل الصهيوني العلمي. 10 ـ المقاومة السلمية هي الخيار المضمون لإضعاف الصهاينة، لذلك يجب أن يوضح العرب هدفهم وهو تفكيك العقيدة الصهيونية وبناء دولة جديدة شرق أوسطية تقوم بالعدل وعلى العدل، وليس إبادة اليهود كما حاول النازيون.