لاشك أن تلك القضية التي بسط القول فيها هنا مقال: "تخريب اللغة العربية" للدكتور أحمد عبدالملك أصبحت ظاهرة مقلقة، وذلك لأن الاستهانة بقواعد لغة القرآن أصبحت عادية في كلام كثير من الناس، في التعليم ووسائل الإعلام، وخاصة في وسائل الإعلان. ولذا أصبح من الطبيعي أن نرى أو نسمع إعلاناً يُنصب فيه الفاعل ويرفع المفعول به ويجزم المضاف إليه ما قبله وما بعده! وأصبح كل ذلك عاديّاً عند بعض الناس وكأنه لا يثير لديهم أية حساسية. لكن لو أخطأ شخص ما في اللغة الأجنبية قد ينظر إليه تلقائيّاً على أنه اقترف أمراً لا يغتفر. ومع أنني لا أدعو إلى أن يصبح كل الناس لغويين أو متخصصين في قواعد النحو والصرف والإملاء، إلا أنني أرى أن على بلداننا العربية أن تطور وسائل تعليم اللغة العربية لأبنائها ولغير الناطقين بها على حد سواء، والاستفادة في ذلك من الطرق العلمية المطبقة في اللغات الأجنبية لقياس مدى إتقان اللغة، كأن نصمم مقياس "توفل" للغة العربية، ونجعل دراستها إلى حد الوصول إلى مقياس الإتقان الذي يحدده اختبار هذا "التوفل" العربي إلزاميّاً في بعض الوظائف والمهن كالإعلام والتعليم. علي إبراهيم - الدوحة