قرأتُ مقال د. علي راشد النعيمي: "الدين المفترى عليه" وأود ضمن هذا التعقيب الموجز الإشارة إلى أن الضرر اللاحق بسمعة ديننا الحنيف في الوقت الحالي ليس فقط ناتجاً عن جهود الحاقدين على الإسلام من الخارج وإنما يعود جزء مهم منه أيضاً إلى بعض المسلمين الذين يشكل تشددهم وتضييقهم على الناس مادة دسمة تعتمد عليها كل دعاية مغرضة في الإعلام الغربي ضد الإسلام والمسلمين. ومعظم أولئك المسلمين الذين ينفرون الناس بسلوكهم وتصرفاتهم، وأحياناً بتأويلاتهم المغلوطة للنص الديني، يعانون من سوء فهم مستفحل لحقيقة الإسلام، ويخفقون بشكل ذريع في الأخذ بثقافة المقاصد السامية في الشرع الحنيف. فالإسلام جاء لإتمام مكارم الأخلاق، وهو قبل كل شيء دين رحمة وتيسير على الناس. وقد أكد رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم أن الناس أدرى بشؤون دنياهم. ولذا فمن حقهم الاجتهاد في أمور حياتهم بما لا يتعارض مع معلوم من الدين بالضرورة. وعندما يحرم على شريحة من الناس الانتفاع بحق إنساني كحق التنقل فإننا نكون أمام نموذج حي لفشل معلن في فهم ثقافة المقاصد، وهو فشل للأسف ضيق على الناس واسعاً، وافتعل حرجاً في غير موضعه، وليس كل ذلك طبعاً من الإسلام في شيء. عزيز خميّس - تونس