من وقت لآخر تطالعنا جهات أجنبية بتقارير حول أوضاع حقوق الإنسان وحريات التعبير فيما بات يسمى "منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، وهي التسمية الجديدة التي تحذف من قاموس التداول ما كان يسمى "وطناً عربياً" أو "عالماً عربياً" أو "منطقة عربية" أو "أمة عربية". ليس هذا هو المهم بالنسبة لي هنا، بل الأهم هو مدى صدقية هذه التقارير التي اعتادت أن توزع درجات النجاح على الدول العربية وتصنفها إلى مجموعات! ولعله من الجلي هنا أن تلك التقارير تقيس النجاح من منظورها ووفقاً لمعايير غير نابعة من أوضاع وثقافات البلدان العربية، بل من السياق التاريخي والثقافي لمن يعدون تلك التقارير، وهم بذلك يحاولون تكريس مركزية ثقافية لا تناسب مفهوم التعددية والتنوع الذي نصبو جميعاً إلى أن يكون الطابع المميز لعالم القرن الحادي والعشرين. إسماعيل عمرو -الأردن