أعجبني مقال أحمد أميري، "نرى الغرب لأنه يتكلم"، وذلك حين انتقد بعض العرب الذين يذمون الغرب ويبالغون في تصوير مساوئ مجتمعاته وأنظمته الثقافية وكثير من ممارساته، معتقدين أن ما عندنا في العالم العربي، في مجال حقوق الإنسان أو في إطار التعامل مع الآخر المختلف، هو النموذج الأجدر بالاحترام والتقدير والتقليد والتمثل. والحقيقة كما قال الكاتب هي أن ما عند الغرب عرضة للنقد والتقييم دائماً لأنه معلن وشفاف وظاهر للعلن، بينما التعتيم والإخفاء هما سيد الموقف عندنا. لكن إذا ما خرجت للضوء جميع ممارساتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية... فعندئذ يمكن أن يكون للمقارنة معنى ومبرر. الغرب مرئي بوضوح لأنه يتكلم عما بداخله وبدون قيود، أما نحن فمحجوبون عن رؤية الآخر وعن رؤية أنفسنا أيضاً لأننا لا نتكلم إلا عما هو في الخارج؛ على الجانب الآخر من علاقة المقارنة غير المنصفة وغير المبررة أصلا! علي حسين -أبوظبي