حتى لو كان ما ذهب إليه مقال الكاتب السيد يسين:"الوحدة العربية والمشابهة التاريخية" يبدو مبرراً بحكم منطق الواقع العربي القائم اليوم، فإن ذلك لا ينفي أبداً أن حلم الوحدة العربية يبقى مشروعاً، بل حاضراً في أذهان ووجدان كثير من العرب. ولكن أية وحدة عربية؟ هذا هو السؤال. إنها وحدة المصالح والثقافة والتاريخ والمصير. وليس بالضرورة أن تكون الوحدة السياسية الاندماجية على نحو ما حلمت بعض الأجيال السابقة فسقط حلمها وقاد المنطقة إلى كثير من الكوارث والصراعات. إننا نريد الوحدة العربية بمعنى تكثيف أشكال التبادل والتعاون والتنسيق اقتصاديّاً وثقافيّاً، بين دولنا الوطنية. ولو دخلنا من هذا المدخل للوحدة العربية، كما فعلت أوروبا، فسنجد أن أبعد الأحلام اليوم، سيصبح متيسراً وفي المتناول في المستقبل القريب، أو حتى البعيد. وائل غسان - دمشق