لاشك أن مقال: "مشهد قاتم لخطر داهم" الذي كتبه هنا د. أحمد يوسف أحمد قد عرض بعضاً من مآزق النظام الإقليمي العربي، الذي تطوقه حزمة من الأزمات والصراعات الداخلية في العديد من الساحات العربية. وفي مواجهة هذا المشهد القاتم أعتقد أن العرب لا يملكون اليوم خياراً آخر سوى تكثيف العمل العربي المشترك، وتقوية أطر هذا العمل، بحيث توفر المظلة العربية الجماعية صمام أمان للدول المهددة بالتفكك والتفسخ، وفي الوقت نفسه تكون وسيلة لامتصاص احتقان العلاقات العربية- العربية. وعلى سبيل المثال ما المانع في أن تكون هنالك محكمة عدل عربية منوط بها حل النزاعات العربية- العربية؟ وما المانع في تفعيل اتفاقات الدفاع العربي المشترك، وتقوية الشراكات الاقتصادية، وتشجيع آليات فض النزاعات والصراعات السياسية فيما بين العرب من جهة، وفيما بينهم وبين العالم الخارجي من جهة أخرى. لقد قال الشاعر العربي أبو القاسم الشابي قولته الشهيرة "من نام لم تنتظره الحياة". وما أحوجنا نحن العرب اليوم إلى استعادة معنى تلك العبارة، لنعرف أننا لم نعد نمتلك ترف الانتظار، لمعرفة ما تخبئه لنا المؤامرات الخارجية والإقليمية، بل لابد أن نأخذ مصير منطقتنا بأيدينا، اليوم وليس غداً. متوكل بوزيان - أبوظبي