انتقد د. حسن حنفي في مقاله: "مؤتمرات المثقفين... وملء الفراغ!" الظواهر السلبية التي تكتنف بعض لقاءات المشتغلين بالثقافة في الوطن العربي، معتبراً أن معظم تلك الملتقيات هي في الواقع مجرد ظواهر صوتية، لا تقدم ولا تؤخر. وبغض النظر عن الموقف من هذا التوصيف النقدي فإن ثمة حقيقة، في نظري، لا يكاد يختلف عليها اثنان وهي أن دور المثقف في النهوض بالمجتمع العربي ما زال ضئيلاً إلى حد بعيد، وذلك لأن كثيراً من المثقفين العرب يرزحون في أبراج عاجية، تنظيرية أو تأملية، بعيدة عن واقع الحياة اليومية للإنسان العربي العادي. وأكثر من هذا أن الدور الذي اعتاد المثقفون لعبه في المجال العام داخل المجتمع فيه نوع من التكيف مع حالة عدم الفاعلية المترسخة هذه، ولذا فنادراً ما نرى أو نسمع أن النخب الثقافية العربية نزلت إلى مستوى اهتمامات الإنسان العادي، أو حققت ما يمكن معه اعتبارها رافعة ضمن رافعات أخرى عديدة، لمشروعات البناء والتنمية في البلدان العربية. فالمثقف العربي واهتماماته عادة في واد، والمجتمع العربي وتحديات تنميته في واد آخر. بسام سعيد - عمان