تعبئة دولية لتحقيق أهداف الألفية... واحتقان جديد في العلاقات الصينية- اليابانية ------ دعوة للدول الغنية من أجل الوفاء بالتزاماتها تجاه أهداف الألفية للتنمية، ومشاكل تنظيمية تلقي بظلالها على استضافة الهند لألعاب الكومنولث، وارتفاع عدد الفقراء في الولايات المتحدة... موضوعات من بين أخرى استأثرت باهتمام الصحافة الدولية، نعرض لها بإيجاز ضمن القراءة التالية. ------- كندا ووعود المساعدة صحيفة "تورونتو ستار" الكندية أفردت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على الدعوات التي صدرت عن عدد من المسؤولين الدوليين بمقر منظمة الأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع باسم مليارات الفقراء في العالم؛ حيث كاد أمين عام الأمم المتحدة "بان كي مون" يتوسل البلدان الغنية لكي تبعث بـ"رسالة أمل قوية" عبر تغطية النقص الذي يقدر بـ20 مليار دولار من المساعدات العالمية، والذي يحول دون تحقيق الأمم المتحدة لما تعهدت به عام 2000 من خفض لمستويات الفقر والجوع في العالم بالنصف. كما أشارت الصحيفة إلى تحذير الاقتصادي الأميركي ذائع الصيت والخبير في "أهداف الألفية للتنمية" جيفري ساكش من أن "التحدي الحقيقي هو الزيادة" من أجل تلبية الاحتياجات، ورأى أنه إذا كان العالم يستطيع أن ينفق 1500 مليار دولار على صفقات الأسلحة، فإنه يفترض أن يكون قادراً على جمع 20 مليار دولار من أجل مساعدة المزارعين في الدول الفقيرة على زراعة المحاصيل وبناء المدارس ومحاربة الأمراض. وفي المقابل، تقول الصحيفة فإن خطاب رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر مساء الثلاثاء في مؤتمر الأمم المتحدة حول الفقر جاء مخيباً للآمال، حيث ألمح إلى أن البلدان في نادي المانحين الأغنياء لا يمكنها أن تعول على كندا من أجل زيادة مساهمتها. وهو ما اعتبرته الصحيفة موقفاً دون التوقعات، لاسيما في وقت تسعى فيه كندا للحصول على مقعد بمجلس الأمن الدولي الشهر المقبل. كما لفتت إلى أن "هاربر" لم يجدد التأكيد على الوعد الذي أطلقته الحكومات الليبرالية والمحافظة المتعاقبة برفع نسبة المساعدات إلى 0.7 في المئة من الناتج الوطني الخام، مضيفة أنه يبدو من المحتم أن تظل في حدود 0.33 في المئة أو أقل؛ والحال أن ذلك لا يعكس وجود "زعامة تبعث على الأمل". الهند وألعاب الكومنولث "إن المشاكل الكبيرة التي تواجهها الهند في الاستعداد لألعاب الكومنولث تُظهر المسافة التي مازال يتعين على ثاني أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان أن يقطعها من أجل التحول إلى مجتمع يتمتع بالرخاء والازدهار". بهذا استهلت صحيفة "ذا أستراليان" الأسترالية افتتاحية عددها لأمس الخميس التي سلطت فيها الضوء على التأخر الذي تسجله الهند في التحضير لألعاب الكومنولث التي تستضيفها هذا العام. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إنها ستكون مصيبة إذا ما تبين أن المنظمين غير قادرين على حل المشاكل المختلفة التي ظهرت في الآونة الأخيرة، مثل انهيار جسر للمشاة بالقرب من الملعب الرئيسي وجزء من سقف القاعة التي ستحتضن منافسات رفع الأثقال، والأوساخ في القرية الرياضية، وانتشار حمى الضنك. غير أن الصحيفة عبرت عن أملها في أن تكلل هذه الدورة بالنجاح "من أجل الهند ومن أجل الرياضيين"، معترفة بأن تنظيم حدث رياضي من هذا الحجم يمثل تحديّاً كبيراً لأي بلد. وحتى تنجح هذه الألعاب، تقول الصحيفة إنه يتعين على فيدرالية ألعاب الكومنولث والمنظمين الهنود القيام بتقييم صريح ونزيه لما ينبغي فعله خلال الأسبوع المقبل، والعمل، إذا دعت الضرورة إلى ذلك، على الاستفادة من خبرة الدول التي استضافت الدورات السابقة للألعاب، معبرة عن أملها في أن يكون الغضب داخل الهند من الأخطاء والتأخيرات التي وقعت بعد سبع سنوات من الاستعدادات دافعاً نحو عملية إنقاذ فعالة أخيرة. توتر بين اليابان والصين صحيفة "جابان تايمز" اليابانية علقت ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس على ما اعتبرته تدهوراً للعلاقات بين طوكيو وبكين على خلفية اعتقال قبطان سفينة صيد صينية اصطدمت مع دوريتين يابانيتين لخفر السواحل في السابع من الشهر الجاري، في مياه جزر سينكاكو المتنازع عليها في بحر شرق الصين، داعية الجانبين إلى تجنب تجييش المشاعر القومية في كلا البلدين حتى لا تتضرر العلاقات الثنائية التي كانت مؤخراً جيدة بشكل عام. الحادث أثار حفيظة بكين، ولاسيما بعد قرار محكمة يابانية في التاسع عشر من هذا الشهر تمديد اعتقال قبطان السفينة الصينية لعشرة أيام أخرى، حيث علقت الصين لقاءات وزارية وأخرى رفيعة المستوى مع اليابان؛ كما أوضحت أن رئيس الوزراء الصيني "وين جياباو" لن يلتقي مع رئيس الوزراء الياباني "ناوتو كان" في الأمم المتحدة هذا الأسبوع. على أن الغضب لم يقتصر على الجانب الصيني، حيث رفض كذلك وزير السياحة والنقل الياباني سوميو مابوتشي دعوة من نائب رئيس إدارة السياحة الصينية. وتوقعت الصحيفة أن الصين "ستزيد من تصليب موقفها تجاه اليابان" في حال أدانت المحكمة القبطان، معتبرة أن على اليابان إيجاد مقاربة تنزع فتيل الأزمة بين البلدين، مشددة على أهمية الحوار والتفاهم، في كل الأحوال. فقراء أميركا بالملايين ضمن عددها لأمس الخميس، سلطت صحيفة "آيريش تايمز" الإيرلندية الضوء على ارتفاع عدد الفقراء في الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية العام الماضي نتيجة الركود الاقتصادي ليصل: 43.6 مليون نسمة مقارنة مع 39.8 مليون نسمة في 2008، وذلك نقلاً عن مكتب الإحصاء الأميركي. كما قفزت نسبة الأشخاص الذين يعيشون في الفقر إلى 14.3 في المئة وهي أعلى نسبة منذ 1994. وحسب الصحيفة، فإن هذه الأرقام تسلط الضوء أيضاً على "التحدي المستمر" والمتمثل في التباين الحاد في أميركا المنقسمة عرقيّاً، حيث يعاني أكثر من ربع الأميركيين الأفارقة واللاتين الفقر، ويعيشون غالباً في مجتمعات لم تخرج بعد من تبعات وتداعيات الركود. على أن البيانات حول الأطفال الفقراء أشد وقعاً، ذلك أن حوالي 36 في المئة من السود و33 في المئة من الأطفال اللاتين كانوا فقراء في 2009، على غرار 38.5 في المئة من كل العائلات التي تعولها أمهات عازبات. غير أن الأرقام تثبت بالمقابل جدوى المعركة المريرة حول إصلاح نظام الرعاية الصحية التي خاضها أوباما ضد "الجمهوريين" وانتصر فيها. إذ يفترض أنه عندما يدخل حيز التنفيذ بشكل كامل بحلول 2014، فإن الأشخاص الذين يفتقدون التغطية الصحية بسبب فقدان العمل سيساعَدون على شراء بوليصات تأمين خاصة في أسواق رعاية صحية جديدة، بوليصات ستكون في متناول الأميركيين على السواء بفضل المنافسة بين شركات التأمين، وأيضاً بفعل دعم الأشخاص محدودي الدخل. إعداد: محمد وقيف