من ميزة الشعوب الحية ونعمة الرب عليها أن ترزق بقادة حب الشعوب لهم عفوي وفطري، فلا مكان للتكلف والتصنع، فمنذ مغادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- أرض الدولة في رحلة علاجية، وقلوب أفراد الشعب قبل ألسنتهم تلهج بالدعاء له بسلامة العودة إلى أرض الوطن، وظهر ذلك واضحاً في احتفاء الشعب بكل شرائحه برحلة العودة الحميدة، بعد أن منّ الله على رئيس الدولة بالصحة والعافية. وقد تناست الناس شؤونها الذاتية وذابت في فرحة عودة القائد سالماً غانماً من كل داء، وهذا شعور طاغ على الشعب بأكمله، ومن تابع أدبيات عودة رئيس الدولة إلى أرض الوطن الغالي يجد ذلك واضحاً في ثنايا كل التصريحات والمقالات التي غمرت بفيض من الالتحام بين الشعب وقائده. إننا أمام صورة مشرقة رسمت ملامح إضاءتها قرب صاحب السمو رئيس الدولة من قلوب الناس وهو المحك الذي تثبت القيادة فيه استعدادها للوصول إلى احتياجات الأفراد بكل أريحية، بل قبل أن تصل إلى مراحل إصدار المراسيم والقرارات التنفيذية. وهذا البعد القيادي هو الذي يعطي لدفة القيادة بالدولة ذائقة سياسية لديناميكية الأمر والطاعة، فالقيادة الحليمة والحكيمة في آن واحد، هي النموذج الذي يمثله قائد المسيرة التي تسلم رايتها صاحب السمو الشيخ خليفة من المغفور له بإذنه تعالى الشيخ زايد باني هذا الصرح، وهذا النهج في ارتباط القادة بأفراد الشعب مهما كانت المهمات والملمات، فمن ينجح في الأولى أقدر على تجاوز الأخرى بكل سلاسة وحنكة. والأهم من كل ذلك، هو أن صاحب السمو رئيس الدولة -حفظه الله- بعد عودته بسلامة الله ورعايته يواصل العزم على مسيرة الخير والعطاء والنماء، وهذا ما أكد عليه كل من التقاه مباشرة أو شفاهة. فالمسيرة التي قطعت أشواطاً لقرابة أربعة عقود هي التي يحرص عليها القائد، فهذا هو الهدف الأساسي والبعد الاستراتيجي للاتحاد ككل، وهو الأمر المجمع عليه بين قيادات الدولة على المستوى الاتحادي والمحلي سيان، فليس هناك مجال للتداخل وإنما كل ما هنالك يشير إلى التكامل ومواصلة الطريق نحو الإنجاز الأمثل بقيادة صاحب السمو رئيس الدولة، موحد الصفوف والجهود من أجل دعم التنمية المستدامة على مستوى الوطن الأكبر في جميع إمارات الدولة وهو الغاية العظمى وإن اختلفت الوسائل. وعلى هذا الأساس، تبقى رحلة عودة القائد بموفور الصحة والعافية معلماً واضحاً على قوة اللحمة الوطنية بالدولة وجزءاً ركيناً في تنفيذ عقد البيعة لتحمل المسؤولية الجسيمة لمواصلة رحلة الاتحاد العظيمة نحو الرقي والتقدم والازدهار، بكل ما أوتيت الدولة من قوة القادة رجال المواقف ووفرة الموارد لدعم تبوؤ الدولة المرتبة الخامسة في العالم بحلول عام 2030 كما هو مخطط له ومدروس سلفاً في الاستراتيجية العامة للحكومة الاتحادية.