إثر انتظار طويل وسط تدافع جموع المحتاجين الغفيرة، وبعد مسيرة شاقة ومضنية عبر أزقة ومسارب قد لا تخلو من مجازفات ومخاطر، عاد هذا الصبي الأفغاني النازح أخيراً من "تغريبته" اليومية الكئيبة محققاً ما ذهب من أجله، مستعرضاً "الجائزة" التي حصل عليها، حيث تمكن أخيراً من المجيء وفي جعبته صندوق مساعدة تلقاه من هيئة خيرية في كابول، سيكون في مقدور أفراد عائلته حل ضائقتهم الغذائية ومواجهة تكاليف الحياة بمحتوياته لعدة أيام. يذكر أن أطفال الأسر النازحة داخليّاً في أفغانستان يعتبرون من أكثر الشرائح معاناة، وذلك لصعوبة الظروف المعيشية والصحية وسط مخيمات الإيواء المؤقت المرتجلة التي نرى في الخلفية طرفاً من أسمالها الرثة وحيطانها المتهالكة، ولفوات فرص الالتحاق بالنظام التعليمي بما يصادر عليهم أي بصيص في مستقبل مختلف، هذا زيادة على ما يعانون كباقي شرائح السكان من تداعيات سلبية أخرى كثيرة بسبب عثرات التنمية ومحدودية جهود إعادة الإعمار وبقية مفردات الواقع الصعب الذي تفرضه حالة عدم الاستقرار بشكل عام.