قرأتُ مقال: "الإعلامي... والحياد" للدكتور عبدالله العوضي، وأتفق مع معظم ما ورد فيه، وضمن هذا التعقيب الموجز سأشير إلى أن ذلك النوع من "الاندماج في الدور" الذي يتلبس بعض الإعلاميين، وخاصة في البرامج ذات الطابع الـ"مباشر"، أصبح في الفترة الأخيرة ظاهرة ملفتة، لكي لا أقول منفلتة. ففي كثير من الفضائيات العربية تتحول البرامج الحوارية المباشرة، دون أدنى مقدمات، إلى حلبة مكشوفة لتصفية الحسابات وإصدار الأحكام الحدية الطازجة من قبل بعض المذيعين والمقدمين، فتتحول البرامج إلى ما يشبه "تلفزيون الحقيقة" المشاكل لـ"تلفزيون الواقع"، فيصول المذيع ويجول، مبدداً عن يمينه وعن يساره، أحكام الصحة والخطأ، وأحياناً أحكام الهداية والضلال، أو الوطنية والخيانة... الخ، دون أن يرف له جفن، أو يتذكر أبسط أبجديات الحياد المهني، الذي تقتضيه طبيعة العمل الإعلامي. وهذه الظاهرة في نظري تحتاج من الجسم الإعلامي العربي إلى شيء من التأمل، بغية إيجاد أفضل الطرق لعلاجها، ووضع حد لها. سمير فايز - الرياض