قرأت مقال الدكتور وحيد عبد المجيد، "معضلة القدس في المفاوضات المباشرة"، وقد أعجبني إظهاره لا واقعية الصيغتين المتداولتين، "القدس المقسمة" و"القدس عاصمة للدولتين". لكن الإطار العام للمقال، وكما عكسه عنوانه بصراحة تامة، يرتكز إلى القول بأن القدس تمثل معضلة، والمعضلة كما نعلم هي الأمر المتلبس والمعقد، الذي يتعذر الخروج من شراكه وحبائله المتداخلة تداخلا شديداً. والحقيقة أن الأمر ليس كذلك بالنسبة للقدس، فهي جزء من فلسطين وفلسطين لأهلها الفلسطينيين، وإذا كانت ثمة مشكلة فسببها الاحتلال الجاثم على فلسطين، بما فيها القدس، وبالتالي فالحل ببساطة هو أن ينتهي الاحتلال عن المدينة المقدسة وعن ذلك الجزء من بلاد العروبة الغالية. أما القول الأميركي بأن القدس معضلة فهو تمييع للحقيقة الفلسطينية التي لا تقبل الجدل! القدس ليست معضلة، القدس لأهلها، هذه حقيقة معروفة، ومن ثم فالحل واضح ومعروف أيضاً، أي إعادة المدينة والأرض إلى أهلهما الحقيقيين والشرعيين والتاريخيين. شاكر محمد -الكويت