بعد أحداث 11 سبتمبر الشهيرة، والتي قام خلالها تنظيم "القاعدة" بالهجوم بواسطة طائرتين على برجي التجارة العالميين في نيويورك، تلك الأحداث التي استنكرها العقلاء من المسلمين سواء على المستوى الرسمي أو الشرعي والشعبي، بعد تلك الأحداث كان للحكومة الأميركية رد سريع تمثل في غزو أفغانستان ذلك الغزو، الذي لم يحقق أهدافه في القضاء على "القاعدة"، بل كانت له نتائج معاكسة. في فترة الأحداث الآثمة، أو ما سمي بغزوة نيويورك كانت السلطات السياسية الأميركية تعقد العديد من الاجتماعات لرسم تصورات مستقبلية للتعامل مع تلك الأحداث. ومن جانب آخر عقد بعض الأكاديميين الأميركيين اجتماعاً للتباحث حول سؤال واحد، هو: لماذا يكرهوننا؟. بلغة أخرى كان الهدف من الاجتماع هو فهم الأسباب، التي أدت إلى أحداث نيويورك والدوافع النفسية في كراهية بعض المسلمين للأميركيين. وقد خرجت تلك النقاشات بالعديد من المبررات من أهمها أن السياسة الأميركية المنحازة لإسرائيل تمثل أحد تلك الأسباب إضافة إلى تأييد أميركا للأنظمة الشمولية في العالم الإسلامي، وغير ذلك من مبررات. اليوم نحن كمسلمين بحاجة للحوار والنقاش حول سؤال نطرحه على أنفسنا حول علاقتنا بالعالم الآخر غير المسلم. محور هذا النقاش ينبغي أن يكون لماذا لا يفهموننا؟ أسباب كثيرة تدعونا لمثل هذا الحوار لعل منها نتائج الأبحاث، التي أجريت في أميركا حول فهمهم وعلاقتهم بالمسلمين. وثمة مثالان على ذلك: مجلة "نيوزويك"الأميركية أجرت استطلاعاً للرأي تبين من خلاله أن أكثر من نصف "الجمهوريين" و9 في المئة من "الديمقراطيين" يعتقدون أن الرئيس الأميركي يؤيد مصالح المسلمين على حساب الأديان الأخرى، والأهم من ذلك أن الاستطلاع بين أن 20 في المئة ممن تم أخذ رأيهم لديهم وجهات نظر رافضة للمسلمين الأميركيين، في حين كانت النسبة 17 في المئة بعد أحداث 11 سبتمبر، مما يعني ارتفاع المشاعر المعادية للمسلمين في الولايات المتحدة. وحول المعنى نفسه، أجرت "نيويورك تايمز" استطلاعاً للرأي تبين من خلاله أن 65 في المئة من سكان نيويورك يرغبون في نقل مكان المركز الإسلامي، المقرر إقامته في منطقة قريبة من مكان انهيار برجي مركز التجارة العالمي، إلى مكان آخر. ربما في ذلك الكثير ممن يرون أن من حق المسلمين إقامة المسجد، لكن في مكان آخر كما يظهر الاستطلاع. الأخطر من ذلك أن 20 في المئة ممن شاركوا بوجهة نظرهم، اعترفوا بعدائهم للمسلمين فيما اعتقد 33 في المئة منهم أن المسلمين مقارنة مع المواطنين الأميركيين يبدون تعاطفاً أكبر تجاه الإرهابيين. المؤشرات السابقة خطرة لأن لها انعكاسات مؤرقة على مستقبل العلاقة بين المسلمين وغيرهم في الولايات المتحدة، وعلاقة أميركا مع العالم العربي والإسلامي... تلك النتائج لها من وجهة نظري أسباب كثيرة، لعل منها الدور الخبيث، الذي تلعبه بعض أجهزة الإعلام الأميركية في تشوية صورة الإسلام لدى الشعب الأميركي الطيب، والذي يتأثر سريعاً بالإعلام الأميركي، هذا الأمر يدعونا كمسلمين للتحاور معا ومحاولة الرجابة عن سؤال: لماذا لايفهموننا؟