طريق العودة إلى قرية "دادو" ليس سالكاً هذه الأيام، كما اعتاد الجيل الحالي من سكانها على الأقل؛ فقد حاصرتها المياه وانقطعت سبل الخروج منها والوصول إليها. لكن القرية محظوظة في نظر الكثيرين في إقليم السند الذي اجتاحته سيول وفيضانات غمرت آلاف القرى فيه؛ إذ حاصرتها المياه دون أن تجبر سكانها على النزوح ومغادرة بيوتهم كلياً. ومع ذلك فالمعاناة كبيرة والأضرار غير هينة؛ فعلاوة على المزارع، وهي عماد النشاط الاقتصادي للسكان، والتي غمرتها المياه متلفة المزروعات، فإن الحركة من القرية وإليها، لم تعد عادة يومية متاحة للكل. فهؤلاء بعض السكان، وهم يعودون إلى "دادو" محملين بأكياس الغذاء والألبسة، يخوضون عباب المياه التي تدفقت حولها من كل الجهات. وإلى الخلف تبدو قرية أخرى تحاصرها المياه كذلك، لكن وجودها على موقع مرتفع حماها من الغرق في مياه السيول والفيضانات التي ضربت مناطق واسعة من باكستان، لاسيما في إقليم السند الذي تقع دادو على بعد 370 كم إلى الشمال من عاصمته كراتشي. الآن يبدو أنه بات على سكان "دادو" التعامل مع وضع بيئي جديد لا عهد لهم به، وضع ليس أقل صعوبة من أحوالهم الاجتماعية وفقرهم المزمن، يتعين معه اللجوء إلى أساليب مبتكرة للالتفاف على طوق الحصار المائي الغامر!