من البيانات التي خرجت عن "معرض إندكس 2010" أن إجمالي الإنفاق العالمي على المشروعات الفندقية المخطّط لإنشائها على مدار العامين المقبلين يبلغ نحو 186 مليار دولار، وأن دولة الإمارات هي الدولة صاحبة النصيب الأكبر بإجمالي إنفاق يبلغ نحو 76.3 مليار دولار من هذه الاستثمارات، بما يساوي نحو 41 في المئة من الاستثمارات الفندقية العالمية خلال الفترة نفسها. وتعدّ هذه البيانات مؤشراً مهماً إلى مستوى الاهتمام الذي توليه دولة الإمارات للقطاع الفندقي. ولكون هذا القطاع يمثّل الدعامة الرئيسية لقطاع السياحة بوجه عام، فإن استثمار الإمارات السّخي المخطّط توجيهه لقطاع الفنادق يعدّ دليلاً على أن القطاع السياحي الإماراتي بوجه عام سيظل على الوتيرة نفسها من النمو والازدهار على مدار العامين المقبلين على الأقل، ليستمر في لعب دوره الحيوي كأحد محاور التنويع الاقتصادي، بعد أن حافظ هذا القطاع على معدل نمو يبلغ نحو 10 في المئة سنوياً في ناتجه الإجمالي خلال السنوات الخمس التي سبقت "الأزمة المالية العالمية"، واستحوذ على نحو 20 في المئة من إجمالي عدد السيّاح القادمين إلى منطقة الشرق الأوسط، وذلك وفقاً لبيانات مؤسسة "بيزنس مونيتور إنترناشيونال" خلال الفترة نفسها، ما ساعده على جني إيرادات سنوية تقدّر بنحو 19 مليار دولار بنهاية الفترة، بما مثل نحو 9.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للدولة في ذلك الحين. وتشير هذه المؤشرات في مجملها إلى أن دولة الإمارات قد بدأت في جني ثمار استراتيجيتها الطموح الساعية إلى استثمار إمكاناتها السياحية، التي تمثّل إحدى الآليات الفعّالة التي تعتمدها الدولة في طريقها نحو تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، كما تدلّ بيانات الإنفاق الاستثماري المخطّط توجيهه إلى القطاع الفندقي بالإمارات خلال الفترة المقبلة إلى أن الدولة ستستمر على النهج السياحي الطموح نفسه في المستقبل، لتواصل تطوير إمكاناتها السياحية بشتّى أنواعها بما فيها من سياحة طبيعية و تاريخية وتراثية وسياحة أعمال ومؤتمرات وتسوّق، إلى جانب الاستفادة من المستجدات والابتكارات الجديدة في قطاع السياحة العالمي، كالسياحة الفضائية التي تخطّط الدولة لإنشاء أول مركز لها في منطقة الشرق الأوسط. ولعلّ المشروعات السياحية الكبيرة الجاري تنفيذها في دولة الإمارات حالياً أو المخطّط لتنفيذها خلال الفترة المقبلة تأتي في إطار مساعي الدولة وخططها المستقبلية لتطوير قطاعها السياحي، التي من أهمّها مشروع "جزيرة السعديات" المخطّط أن تكون بمنزلة محميّة طبيعيّة مفتوحة تحتوي على العديد من المرافق السياحية كالمتاحف ومراكز المؤتمرات والنوادي الرياضية والصحية والمنتجعات ودور السينما والمكتبات والجامعات والمعاهد، وكذلك مشروع "مدينة فيراري" التي من المقرر أن تكون أكبر مدينة ترفيهية في العالم. وفي ظل الأداء المتميّز لقطاع السياحة بالإمارات على مدار الأعوام الماضية ومن ثم الخطط الطموح التي تنوي الدولة تنفيذها في القطاع مستقبلا، يتوقع أن يزداد موقعها رسوخاً كوجهة سياحية مفضّلة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بل من الممكن أن تتحوّل إلى وجهة سياحية مفضّلة على المستوى العالمي كله، لما سيكون بحوزتها من بدائل وإمكانات ومرافق وسياسات سياحية متميّزة بالتزامن مع حالة من النمو والازدهار الاقتصادي، وهو ما يصعب اجتماعه في دولة واحدة على مستوى العالم في الوقت الحالي، حيث ما زال الاقتصاد العالمي يعاني تداعيات الأزمة المالية. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية