دعوة لفك الارتباط بالضفة... وإعادة تقييم التهديد الديموغرافي تفنيد مقولة التهديد الديموغرافي في إسرائيل، ومدى جدية نتنياهو في إحلال السلام، وتحذير "حماس" من إطلاق الصواريخ، والدعوة إلى فك الارتباط بالضفة الغربية... قضايا نعرض لها في جولة سريعة بالصحافة الإسرائيلية. التهديد الديموغرافي يُناقش الكاتب والمعلق الإسرائيلي "موشي أرينز" في مقاله المنشور على صفحات "هآرتس" يوم أمس الثلاثاء حقيقة التهديد الديموغرافي الذي يتخوف منه بعض الإسرائيليين ويستندون إليه في تبرير حل الدولتين والتخلص من الفلسطينيين بإعطائهم دولتهم الخاصة والاحتفاظ بالطابع اليهودي لإسرائيل، غير أن التقرير الأخير الصادر عن مكتب الإحصاءات الإسرائيلي حول الوضع الديموغرافي في الدولة العبرية يفند تلك المخاوف، مفسحاً المجال أمام إسرائيل، كما يقول الكاتب، لإعادة النظر في العامل الديموغرافي المؤثر في السياسات العامة تجاه الفلسطينيين، فحسب التقرير لن تكون هناك أغلبية فلسطينية في السنوات المقبلة، أو على الأقل لن تكون أغلبية فاعلة، لأن التقرير يركز على تيارات أخرى أكثر أهمية من شأنها إبقاء التفوق اليهودي والريادة الإسرائيلية من أهمها جودة التعليم وارتفاع مستوى العيش، فضلاً عن إسهام المرأة في المجتمع ودخولها سوق العمل، هذه المتغيرات كفيلة، يقول الكاتب، بتغيير الوضع وتفعيل قدرة اليهود على السيطرة، أما ما يروج له البعض من تهديد ديموغرافي فهو مجرد تضخيم للحقيقة يلجأ إليها البعض لتبرير حل الدولتين وإقناع المتدينين الذين يؤمنون بأرض الميعاد وإسرائيل الكبرى بضرورة التخلي عن جزء من تلك الأراضي للفلسطينيين درءاً لأغلبية سكانية تقضي على الطابع اليهودي للدولة، لكن اليوم وبعد التقارير الأخيرة لمكتب الإحصاءات الإسرائيلي يدعو الكاتب إلى مراجعة المقولة الديموغرافية التي طالما أرقت النخب السياسية في إسرائيل دون أن يعني ذلك المس بالتواجد العربي داخل إسرائيل لتبرز أسئلة من نوع آخر، فإذا كان من غير المبرر التخوف من اكتساح سكاني للفلسطينيين فإنه يمكن التعايش في المدى المنظور مع تجمعاتهم السكانية داخل إسرائيل دون عقد أو خوف. نتنياهو وجدية السلام شكك الكاتب "أكيفا إلدار" في مقاله بصحيفة "هآرتس" يوم الإثنين الماضي في جدية بنيامين نتنياهو في التوصل إلى اتفاق للسلام مع الفلسطينيين ينهي الصراع في الشرق الأوسط ضمن الجدول الزمني الذي حدده أوباما والذي لا يتجاوز العام، فرئيس الوزراء لم يقم لحد الآن بما يوحي بجديته وكل ما قاله لغاية الساعة سواء للرئيس الأميركي، أو في خطابه بجامعة بار إيلان عندما أشار إلى حل الدولتين لا يعني أنه يؤمن به في قرارة نفسه، هذا بالإضافة إلى الغموض الكبير الذي يلف موقفه، فلا اجتماعه مع أوباما، ولا حتى تصريحاته تشي بأنه مقتنع بالحل النهائي، ولعل هذا الغموض، أو عدم الجدية كما يسميها الكاتب في التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين وتقديم التنازلات الضرورية التي يفرضها السلام، هو ما يفسر التزام رموز "اليمين" في الحكومة الصمت وعدم إزعاجهم لنتنياهو حتى بعد عودته من واشنطن، ويتساءل الكاتب أيضاً، مشككاً في نوايا رئيس الوزراء، كيف يمكن لرجل بذل كل جهده لإقبار اتفاق أسلو أن يعود مرة أخرى إلى بنوده ويوافق على تسليم الفلسطينيين 90 في المئة من الضفة الغربية، ومما يزيد من هذا الارتياب في رأي الكاتب إصرار نتنياهو على مناقشة الترتيبات الأمنية واعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة فيما حدود إسرائيل مازالت غير واضحة ولا يمكن للفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كمحتل للضفة الغربية، ومن غير المرجح أيضاً، بل من المستبعد أن يوافق نتنياهو على الخريطة النهائية لدولة فلسطينية يتم بموجبها إخلاء 90 ألف مستوطن يهودي في أكثر من 96 مستوطنة، ولو كان نتنياهو جاداً فعلاً في تحقيق السلام خلال عام لبادر إلى تسليم السلطة الفلسطينية مناطق "ج" ضمن الضفة الغربية، بالإضافة إلى فتح القدس الشرقية أمام سكان الضفة. رسالة إلى "حماس" بهذا العنوان استهلت صحيفة "جيروزاليم بوست" افتتاحيتها ليوم أمس الثلاثاء متطرقة إلى الصواريخ التي أُطلقت مؤخراً من قطاع وعزة وسقطت بالقرب من مناطق سكنية في البلدات الإسرائيلية المتاخمة للحدود الجنوبية، محذرة "حماس" والمجتمع الدولي من نفاد صبر إسرائيل ومذكرة أيضاً بالواجب الملقى على عاتق الدولة لحماية مواطنيها، فرغم سقوط الصواريخ في البلدات الإسرائيلية لم تسجل خسائر بشرية وإلا ستكون إسرائيل مجبرة على الرد، وتذهب الصحيفة في تحليل هذا التحرك في قطاع غزة ضد إسرائيل بعد فترة من الهدوء إلى انطلاق المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية في رام الله التي تسعى "حماس" إلى إجهاضها، وتأتي الهجمات الأخيرة أيضا بعد تنامي التنظيمات المسلحة في قطاع غزة التي لا تخفي طبيعتها المتشددة والتي تتجاوز أحياناً تشدد حركة "حماس" نفسها، وفي هذا الصدد تشير الصحيفة إلى العمليات التي استهدفت البحر الأحمر والعقبة بعد إطلاق صواريخ في اتجاه إسرائيل ما أدى إلى سقوط ضحايا على الجانب الأردني؛ هذا الواقع غير المستقر في قطاع غزة يعزز سياسة إسرائيل تجاه "حماس" بفرض الحصار على القطاع لمنع وصول الأسلحة وحماية البلدات الإسرائيلية على حد قول الصحيفة، وتضيف محذرة أنه ما لم يتدخل المجتمع الدولي لوضع حد لاستفزازات "حماس" فإن الوضع قد ينفجر مجدداً في المنطقة، لا سيما في حال سقوط قتلى إسرائيليين جراء القصف العشوائي للصواريخ التي تطلقها "حماس" وحينها تقول الصحيفة لن يلوم أحد إسرائيل على تدخلها لوقف إطلاق الصواريخ. وهم المفاوضات يتبنى الكاتب الإسرائيلي "جادي توب" موقفاً متشائماً من المفاوضات المباشرة يعكسها مقاله المنشور على صفحات "يديعوت أحرنوت" يوم أمس الثلاثاء، بحيث يرى أن المباحثات الجارية حالياً بين الفلسطينيين وإسرائيل ليست أكثر من وسيلة لربح الوقت، فنتنياهو عاجز عن تقديم تنازلات بسبب طبيعة ائتلافه الحكومي، والفلسطينيون بقيادة محمود عباس سيكررون ما دأبوا عليه في السابق، إذ بعد التوصل وراء الأبواب المغلقة إلى اتفاق يتم نقضه مباشرة بعد الخروج من القاعة ليبقى الوضع على ما هو عليه دون تغيير، لكن المستجد الوحيد الذي لا يخدم إسرائيل وإن كانت بعض الأطراف سواء في اليمين المتطرف، أو أقصى اليسار لا يجدون حرجاً في قبوله، يتمثل في التحولات الديمغرافية، إذ رغم التقرير الأخير لمكتب الإحصاءات الإسرائيلي الذي قلل من أهمية العامل الديموغرافي، إلا أن الكاتب ومصادر أخرى أكاديمية اعتبره مهماً وحاسماً في رسم خريطة إسرائيل المستقبلية، وحسب رأي البعض في "اليسار" وحتى "اليمين" يمكن لإسرائيل الاستمرار في إطار دولة لقوميتين، أو دولة من دون قومية يعيش فيها الفلسطينيون واليهود جنباً إلى جنب، وهو موقف يعارضه الكاتب ويعتبره ضرباً من الخيال، داعياً في هذا السياق إلى ما يرى أنه الحل الوحيد المتبقي لدى إسرائيل وهو فك الارتباط بالضفة الغربية على غرار ما قامت به إسرائيل في قطاع غزة. إعداد: زهير الكساب