مجموعة من الأطفال يجلسون وقت الظهيرة في أحد الأكواخ بقرية "بيرتانج لاما" الواقعة في محيط ولاية "باهانج" الماليزية. مشهد لا يحيلنا إلى معسكرات لجوء أو بقعة لإيواء المشردين، بل إن حالة الأطفال والسكينة التي تعتريهم تشي بأنهم مستقرون في مكانهم، ومؤتلفون بما حولهم. ففي تلك القرية يعيش 300 فرد من عرقية "سيماي"، وهؤلاء من السكان الأصليين للمنطقة، لكنهم يعانون من الفقر، ويجتهدون من أجل اللحاق بركب التحديث والتكيف مع الواقع الماليزي متعدد الثقافات. في السابق كانوا ينتقلون من مكان إلى آخر، ويعيشون في ترحال. أما الآن، فهم استقروا وينشدون تلبية احتياجاتهم الأساسية في مناطق تواجدهم كالمياه والكهرباء والتعليم والطرق. لا شك أن التعددية الماليزية وأجواء التسامح والتنوع قادرة على احتوائهم ودمجهم في نسيج المجتمع، وساعتها لن يتكرر جلوس أطفال "بيرتانج لاما" في الكوخ.