في مقاله "أسئلة النهضة"، المنشور يوم الخميس 2010/9/2، يقرر السيد يسين أن الشيخ محمد عبده كان "يخاطب الجمهور العام بكل فئاته، لكي يقنعه بأن الإسلام يصلح أن يكون نموذجاً حضارياً يوجه القيم والسلوك، بدلاً من احتذاء النموذج الحضاري الغربي". ونحن نستذكر أن النزعة التوفيقية عند الشيخ محمد عبده قد جعلته يقدم "قراءة غربية للإسلام"، مما جعل صديقه الزعيم أحمد عرابي يقول عنه: "لقد بنى محمد عبده جسراً تعبر عليه العلمانية (التي هي باختصار فصل الدين عن الدولة)، لتحتل المواقع واحداً بعد الآخر"، وجعل صديقه اللورد كرومر يقول: "إن إسلاماً جرت عليه محاولات الإصلاح لا يعود بعد ذلك إسلاماً". ونستذكر أن محمد عبده هو أول من دعا إلى تولية "المستبد العادل"! "الإسلام المودرن" الذي يقدمه محمد عبده يخرج الرجل من المؤسسة الدينية، فلا يعود مؤهلاً لممارسة لعبة "الإصلاح الديني"، لا يعود -بالتالي- مؤهلاً لممارسة لعبة "النهضة". عبدالوهاب المصري- دمشق