سرَّبت معظم التقارير الصحفية الإسرائيلية، خبراً مفاده أن محمود عباس قد طالب نتنياهو في الجولة الأولى من المفاوضات المباشرة، التي عقدت في واشنطن في الثاني من سبتمبر الجاري، بعدة ركائز للتفاوض، من بينها بدء التفاوض من النقطة التي انتهت عندها مفاوضات السلطة الفلسطينية مع أيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق. إن معرفة هذه النقطة أمر مهم لتصور مستقبل المفاوضات، ولذا فإننا نعرضها في كافة قضايا المفاوضات من خلال مصدر موثوق. لقد تلقيت، بصفتي المسؤول العلمي بمركز الدراسات الإسرائيلية بجامعة الزقازيق بمصر، من مكتب الدكتور صائب عريقات نسخة من التقرير الذي أعده تحت عنوان: "الموقف السياسي على ضوء التطورات مع الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية". كان ذلك في شهر أبريل 2010 بمناسبة إعداد مؤتمرنا حول مستقبل مشروع الدولة الفلسطينية والذي وافق د. عريقات على إلقاء كلمة فيه، ثم منعته ارتباطاته من ذلك. يعرض التقرير ما عرضه أولمرت طبقاً لكل قضية على النحو التالي: 1- قضية الحدود: طرح الجانب الإسرائيلي ضم 6.5 في المئة من مساحة الضفة الغربية وإعطاء ما نسبته 5.8 في المئة من أراضي عام 1948، وتكون النسب الباقية 0.07 في المئة بدل الممر الجغرافي بين الضفة وقطاع غزة. 2- القدس: طرح الجانب الإسرائيلي بأن الأحياء العربية في القدس الشرقية تكون جزءاً من فلسطين في حين تكون جميع المستوطنات الإسرائيلية في القدس الشرقية جزءاً من إسرائيل، أما فيما يتعلق بالبلدة القديمة، طرح الطرف الإسرائيلي مفهوماً لما يسمى الحوض المقدس مع ترتيبات خاصة ترفع فيها السيادة عن الطرفين. 3- اللاجئون: طرح الجانب الإسرائيلي عودة 1000 لاجئ فلسطيني إلى داخل إسرائيل سنوياً ولمدة خمس سنوات، وتكون عودتهم لأسباب إنسانية - العودة إلى دولة فلسطين شأن داخلي فلسطيني وينشأ صندوق دولي للتعويضات وتكون إسرائيل عضواً فيه - رفضت إسرائيل تحمل أي مسؤولية عن مأساة اللاجئين - تتحمل إسرائيل مسؤولية خاصة في تعويض اللاجئين - يتم إيجاد حلول لممتلكات اللاجئين. 4- المياه: طرح الجانب الإسرائيلي تأسيس تعاون إقليمي لحل مشكلة المياه - إقامة محطات تحلية في إسرائيل وتزويد دولة فلسطين باحتياجاتها - احتفاظ إسرائيل بسيطرتها على أحواض المياه. 5- الأمن: طرح الجانب الإسرائيلي دولة فلسطين منزوعة السلاح - وجود إسرائيلي في عدة أماكن في دولة فلسطينية - تكون لإسرائيل السيطرة على المجال الفلسطيني. في مقابل هذا طرح الجانب مواقفه، ولم يتم التقريب بين الموقفين وتم إيداع ملخص لما توصلت إليه المفاوضات لدى الرئيس بوش بواسطة الرئيس محمود عباس بتاريخ 2008/12/18، ليحولها إلى الإدارة الأميركية الجديدة، وهو ما فعله بوش بالفعل. السؤال الآن: هل تستطيع إدارة أوباما إلزام نتنياهو بعدم طرح شروط أشد مما قدمه أولمرت في عروضه المذكورة؟ د. إبراهيم البحراوي أستاذ الدراسات العبرية - جامعة عين شمس