بعد رحلة شاقة عبر مد البحر وجزره وصلت الأمواج المرهقة إلى هنا لتتحف أخيراً شواطئ "كولفا" بمنطقة "جوا" الهندية، بـ"هدية" غير مرغوب فيها تماماً، هي أكوام من المخلفات النفطية الملوثة تراكمت على الشاطئ كيفما اتفق، ملحقة أبشع الأضرار بالبيئة البحرية، التي تركتها نهباً لتلوث حيوي وآخر بصري يتطلبان جهوداً جبارة لاحتوائهما، وقد يمر وقت طويل قبل عودة الشاطئ إلى مستوى حالته البيئية السابقة، التي لم تكن أصلاً على ما يرام. وبسرعة حضر هؤلاء العمال الذين تركت لهم الفجيعة مهمة تنظيف الشاطئ وانخرطوا في عمليات التجميع والتنظيف بأيديهم العارية ووسائلهم البدائية المحدودة في مقابل استمرار مد البحر الملوث العارم ودفقه من الطمى الحالك والمخلفات النفطية الكالحة. ولئن استلم هؤلاء العمال مبالغ زهيدة بعد كل يوم عمل شاق تعويضاً لهم عن جدهم وكدهم فإن حجم الضرر الفادح الذي لحق بالوسط الطبيعي وبمصادر رزق سكان المنطقة ككل لن يجد من يعوض عنه على الأرجح.