أعتقد أن دويل ماكمانوس كان متوازناً ودقيقاً في مقاله "محادثات السلام... بصيص من التفاؤل"، حين شرح قائمة طويلة من الأسباب الفعلية التي تجعل التفاوض غير ذي نتيجة في المرحلة الحالية على الأقل وفي ظل موازين القوة القائمة. بل لعل السلام أبعد ما يكون عن متناول الجميع، خاصة مع تبدل المرجعية، وتغير الوسطاء الراعين، وتحول أطر التسوية... إلى غير ذلك مما لا يبث شعوراً بالطمأنينة في الجانب الفلسطيني. لكن الكاتب كان واقعياً إلى أبعد حد حين اعترف بأنه حتى مجرد الجلوس إلى طاولة التفاوض في منطقة كمنطقة الشرق الأوسط، يجب أن يعتبر بحد ذاته سبباً كافياً للاحتفاظ ببصيص ضئيل من التفاؤل. لأنه ببساطة لا بديل عن التفاوض سوى الحرب التي خبرها الجميع وجربوا ويلاتها دون أي نية، من عقلائهم على الأقل، لإعادة استئنافها مجدداً؛ فهي مقبرة الأحلام ومجزرة التفاؤل. إبراهيم زياد -العين