قال الدكتور أحمد يوسف في مقاله الأخير، "مقاومة الاعتقال"، قولاً حكيماً حين أشار إلى أن الشعب الفلسطيني يملك من القواسم المشتركة ما يجمع صفوفه ويوحدها خلف رايات التحرر بعيداً عن العبث الذي تشهده الساحة الفلسطينية الآن. وإذا ما تمعنا في تلك القواسم فسنجد أن واحداً منها يكفي لتخطي كل التناقضات الداخلية إذ تبدو هامشية وغير ذات أهمية، وأعني به الاحتلال الواقع على الشعب الفلسطيني، والذي أصبح تدريجياً يأخذ شكل الآبارتايد الجديد لاسيما في الضفة الغربية التي أصبحت مخترقة بالمستوطنات والحواجز، وفي قطاع غزة الذي بات سجناً صغيراً محكم الإغلاق يعاني داخله نحو مليونين من البشر. وما أرى إلا أن الكاتب صادف توفيقاً كبيراً حين اختار لمقاله ذلك العنوان؛ فالاحتلال الإسرائيلي في فلسطين هو اعتقال بكل ما في الاعتقال من عناصر سالبة لحرية الإنسان وكينونته الإنسانية. علي أحمد -الكويت