عقبات السلام في الشرق الأوسط... وتحديات الإصلاح في أفغانستان مفاوضات السلام الإسرائيلية- الفلسطينية، ومعضلة الفساد في أفغانستان، وترحيل الغجر من فرنسا... موضوعات من بين أخرى نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. "طريق السلام الصعب" صحيفة "ذا أستراليان" الأسترالية أفردت افتتاحية للتعليق على انطلاق مفاوضات السلام المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في واشنطن الأسبوع الماضي، ولكنها خصت حركةَ "حماس" بالانتقاد واتهمتها بالسعي لإزاحة قطار السلام عن سكته. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن عملية السلام تواجه "عقبة كبيرة" عندما ينتهي التجميد الإسرائيلي الحالي للنشاط الاستيطاني في الضفة الغربية في السادس والعشرين من هذا الشهر، ذلك أن إسرائيل تريد استئناف الاستيطان، ولكن الولايات المتحدة تحثها على تمديد التجميد لأن من شأن ذلك أن يساعد على الدفع بعملية السلام باعتباره عربون حسن نية. الصحيفة اعتبرت دفع أوباما في اتجاه اتفاق سلام في الشرق الأوسط في غضون 12 شهراً هدفاً "طموحاً جدّاً"، ولكنها ترى في الوقت نفسه أن من "المشجع" أن ثمة عدداً من المؤشرات على أن عباس ونتنياهو ينخرطان في هذه العملية بحسن نية من أجل حل المشاكل الرئيسية التي تعترض حل الدولتين، مضيفة أن اتفاقهما على الالتقاء وجهاً لوجه في وقت لاحق من هذا الشهر في مصر، على أن تتلو ذلك اجتماعات كل أسبوعين سعياً وراء تسوية، أمر يبعث على الأمل. ثم ختمت افتتاحيتها بالقول إنه إذا كان يراد لمفاوضات السلام هذه أن تكون أكثر من مجرد عودة للمحاولات الفاشلة السابقة، فإن الصبر وضبط النفس على الجانبين سيشكل نقطة بداية أساسية. آفة الفساد في أفغانستان صحيفة "جابان تايمز" اليابانية اعتبرت ضمن عددها لأول أمس الأربعاء أن الطريق إلى بناء أفغانستان مستقرة وآمنة وتستحق ولاء مواطنيها هو ممارسة حكومية نزيهة وذات مصداقية. ولئن اعترفت الصحيفة بأن "طالبان" وغيرها من حركات التمرد تمثل تهديداً لا يستهان به، إلا أنها ترى أن هذه الحركات لا تكتسب القوة إلا لأن الأفغان يشعرون بأن حكومة كابول لا تكترث لمصالحهم، مضيفة أن الفساد يؤثر على الحكومة وقابليتها للنجاح. ولهذا، فلو فشل كرزاي في محاربة الفساد في إدارته وبين حلفائه السياسيين فسيكون ذلك "خطيراً جدّاً". ولذا فإن أية عرقلة لجهود إزالة السياسيين الفاسدين؛ من شأنها تقليص دعم الأفغان للحكومة، كما ستؤدي إلى تعميق الانقسامات بين البلدان المتحالفة التي تحاول إرساء الاستقرار في أفغانستان. إلى ذلك، تقول الصحيفة إن استعداد بعض المسؤولين الحكوميين لغض الطرف أدى إلى انفجار في إنتاج الأفيون، واجتياح الهيرويين لمناطق عديدة من العالم، مضيفة أن تحويل وسوء استعمال مليارات الدولارات من أموال إعادة الإعمار يساهم في تقوية زعماء الحرب المحليين، بموازاة مع ضعف سلطة الحكومة المركزية وتنفير أعداد متزايدة من الأفغان. ولئن كانت حالة الأوضاع "المحزنة" هذه ليست سرّاً، تقول الصحيفة، فإن اللافت هو أن كرزاي كان وما يزال متردداً في كبح جماح بعض المسؤولين الذين تثار ضدهم تهم بالفساد؛ والسبب هو تخوفه من أن يحرمه تطهيرُ البيت الداخلي من دعم سياسي أساسي من الحلفاء في أفغانستان. فرنسا و تسفير الغجر صحيفة "ذا هيندو" الهندية علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء على حملة الترحيل المثيرة للجدل التي دشنتها السلطات الفرنسية مؤخراً ضد المئات من الغجر المقيمين على أراضيها ردّاً على حوادث عنف وقعت في ضواحي باريس، حملة تسلط الضوء على "قلق يطال القارة بأكملها وفشل جماعي في الالتزام بواجبات توسع الاتحاد الأوروبي شرقاً". والمثير للسخرية، حسب الصحيفة، هو أن البلدان التي فرضت شروطاً صارمة -بخصوص الجريمة واحترام حقوق الإنسان- على رومانيا وبلغاريا (اللتين ينحدر منهما الغجر المرحلون) قبل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي هي نفسها التي تخل ببعض تلك المعايير الآن. الحملة أثارت أيضاً انتقادات داخل فرنسا نفسها وخارجها، بل إن بعض شركاء الائتلاف الفرنسي الحاكم انتقدوها باعتبار أنها تؤجج المخاوف ضد الهجرة على خلفية الانتعاش الاقتصادي البطيء والانتخابات العامة المقبلة. كما وصفت لجنةُ القضاء على التمييز العنصري التابعة للأمم المتحدة عمليات الترحيل الحالية بأنها ذات دوافع عرقية. ودعت الصحيفة ساركوزي، الذي يتطلع لولاية ثانية، إلى تخفيف القيود المفروضة على العمال المهاجرين الذين أثبتوا أنهم ورقة مكلفة أخلاقيّاً ودبلوماسيّاً. وبعد أن أشارت إلى أن متوسط الأعمار بين غجر المنطقة، يناهز نصف متوسط الأعمار في غرب أوروبا، وأن معدلات الأمية ووفيات الأطفال بينهم أعلى بكثير مما هو عليه الحال في أوروبا الغربية، اعتبرت أن هذه الأرقام "محزنة" بالنسبة لقارة لديها أعداد صغيرة نسبيّاً من السكان وتفتخر بتسجيل بعض من أفضل مؤشرات التنمية البشرية في العالم. "اختناق مروري في الصين" صحيفة "آيريش تايمز" الإيريلندية سلطت الضوء ضمن افتتاحية لها على ما قالت إنه رقم قياسي حطمته الصين مرتين خلال الأسبوعين الماضيين: اختناقان مروريان تجاوز طولهما 100 كيلومتر، الأول احتاج لـ10 أيام كاملة حتى يتم التخلص منه؛ والثاني، وقع في منطقة "منغوليا الداخلية" الواقعة شمال شرق البلاد وما زال مستمرّاً إلى اليوم. وتعزو الصحيفة الاختناقات المرورية في الصين إلى ظاهرتين اثنتين هما ارتفاع الطلب على السيارات، والارتفاع الموسمي في الطلب على الفحم. وعن الظاهرة الأولى، تقول الصحيفة إن الصينيين اشتروا في أغسطس المنصرم أكثر من 1.2 مليون مركبة جديدة، وإن بكين لوحدها شهدت تسجيل 248 ألف مركبة خلال الأربعة أشهر الأولى من هذا العام. أما بخصوص الظاهرة الثانية، فتقول إن إنتاج الفحم المنغولي قد عرف انفجاراً كبيراً أيضاً -حيث ارتفع إلى 637 مليون طن العام الماضي وحده، بمعدل 37 في المئة- مضيفة أن استهلاك الكهرباء يزداد في الصين بموازاة مع انتعاش النمو الاقتصادي وارتفاعه إلى 11.9 في المئة خلال الثلاثة أشهر الأولى من 2010، وهو ما حفز الطلب على الفحم، الذي يمثل 69 في المئة من احتياجات الطاقة الأولية للبلاد ويُشحن معظمه عبر الطرق في هذا الوقت من السنة، على الطريق السريع الذي يربط "منغوليا الداخلية" وبكين ومدن أخرى كبيرة على الساحل. ويكفي أن نعلم أن الطريق مصممة لتتسع 6 آلاف شاحنة يوميّاً كحد أقصى، ولكنها باتت اليوم مضطرة لمواجهة 80 ألف شاحنة، حسب تقرير من مصرف "دويتش بانك ". إعداد: محمد وقيف