في مقاله المنشور يوم الأحد الماضي، والمعنون بـ"الزعيم عديم الجاذبية"، قدم السير سيريل تاونسيند، ما يمكن اعتباره نصيحة للأمم المتحدة، تتمثل في أنه مثلما أن مجلس الأمن بحاجة للإصلاح والتحديث، كذلك الحال بالنسبة لطريقة انتقاء من يشغل المنصب الأعلى في الأمم المتحدة. ورغم اتفاقي مع الكاتب، على ضرورة إخضاع معايير انتقاء الأمين العام للأمم المتحدة وفق أسس موضوعية، فإن بنية النظام الدولي الراهن، قد لا تسمح بذلك، بمعنى أن مجلس الأمن الدولي، يعكس رغبة البلدان الكبرى وقناعاتها تجاه القضايا الدولية الكبرى، وهذه البلدان الخمسة تتمتع بعضوية دائمة في مجلس الأمن تشكل في الواقع مجلس إدارة العالم. صحيح أن الجمعية العامة تحقق نوعاً من التوازن، لكن يظل دورها وما ينجم عنه من قرارات غير مؤثر. إصلاح النظام الدولي لا يبدأ بأمين عام الأمم المتحدة، بقدر ما يأتي من مجلس الأمن الدولي. كما أن مراعاة التمثيل القائم على اعتبارات جغرافية، عند انتقاء الأمين العام يحقق الحد الأدنى من العدالة في النظام الدولي الراهن، لأنه من دونه لما رأينا بطرس غالي في هذا المنصب، ولا كوفي عنان، ولا بان كي مون "الآن". فؤاد شكري- أبوظبي