شكوك في وعود نتنياهو... وإصرار على سياسة "الغموض النووي" -------- حذر من تصريحات نتنياهو الواعدة حول السلام، ودعوة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إسرائيل للانضمام إلى اتفاقية حظر الانتشار النووي، وإحصائيات جديدة حول سكان الدولة العبرية... موضوعات نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الإسرائيلية. ------- "تصريحات مشكوك فيها" تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "هآرتس" افتتاحية عددها ليوم الأحد وخصصتها للتعليق على قمة واشنطن التي جرت قبل أيام وانتهت بالإعلان عن تجديد المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى تسوية إسرائيلية فلسطينية تحل كل المواضيع الجوهرية وتفضي إلى قيام دولة فلسطينية. الصحيفة ركزت على الكلمات التي ألقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن بهذه المناسبة، وعبَّر فيها عن استعداده لتسوية تاريخية، حيث قال: "إن شعبا آخر يشترك معنا في هذه الأرض"، ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ"شريكي في السلام"، ووعد بألا تدخل إسرائيل المفاوضات المباشرة من أجل الجدال، وإنما من أجل إنهاء النزاع. هذه التصريحات دفعت الصحيفة نحو الاستنتاج بأن نتنياهو، الذي كان يعارض بشدة في السابق قيام دولة فلسطينية، وكان ينظر إليها كتهديد لوجود إسرائيل وأمنها، قد غيّر موقفه منذ أن عاد إلى السلطة قبل نحو عام ونصف العام؛ وبات يتحدث اليوم عن السيادة مقابل الأمن، ودولة للفلسطينيين مقابل ترتيبات أمنية صارمة. غير أنها لم تخفِ تشككها بشأن صدق نوايا نتنياهو، إذ رأت أنه بغض النظر عن سخائه من حيث التصريحات، إلا أنه كان بخيلاً من حيث التفاصيل، كما أن "الشكوك بشأن جدية نواياه وقدرته على تشجيع تسوية لم تزل بعد". ثم ذهبت إلى أنه إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد من الناس أن يصدقوا التصريحات التي أطلقها في واشنطن، فعليه أن يترجمها إلى أفعال ويحجم عن توسيع المستوطنات خلال المفاوضات. سكان إسرائيل 7645000 نسمة هو عدد سكان إسرائيل. هذا ما أفادت صحيفة "يديعوت أحرنوت" ضمن عددها لأمس الثلاثاء، وذلك استنادا إلى بيانات جديدة صدرت يوم الاثنين عن "المكتب الوطني للإحصائيات". وفي التفاصيل، توضح الصحيفة أن 75.5 في المئة من السكان يهود، و20.3 في المئة عرب، و4.2 في المئة مسيحيون أو من ديانات أخرى. أما معدل نمو إجمالي السكان، فقد بلغ 1.8 في المئة. وقد بلغ معدل النمو بالنسبة لليهود 1.7 في المئة، و2.4 في المئة بالنسبة للعرب؛ هذا بينما بلغ معدل النمو بين السكان المسلمين 2.8 في المئة، و1 في المئة بين المسيحيين و1.7 في المئة بين الدروز. وحسب الصحيفة، فقد شهد عام 2009 قدوم 14572 مهاجراً يهودياً جديداً إلى إسرائيل، ما يمثل زيادة بحوالي 6 في المئة مقارنة مع 2008؛ وقد جاء معظمهم من روسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا وفرنسا وبريطانيا. كما أشارت، نقلا عن بيانات المكتب الوطني للإحصاء دائماً، إلى أن حوالي 27 ألف عامل مهاجر دخلوا إسرائيل العام الماضي، وبخاصة من تايلاند والفلبين وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، في حين غادرها حوالي 23 ألف عامل مهاجر ممن كانوا قد قدِموا إليها في السنوات السابقة في 2009. وقد واصل متوسط العمر ارتفاعه في 2009 بمعدل يناهز 5 إلى 6 أشهر كل عام، ليصل إلى 79.9 عام بالنسبة للرجال و83.5 عام بالنسبة للنساء. ويظل السبب الرئيسي للوفيات بالنسبة للسكان السرطان بأشكاله المختلفة ثم أمراض القلب. "حظر الانتشار" تحت عنوان "ركزوا على أسلحة إيران النووية"، علقت صحيفة "جيروزاليم بوست"، ضمن عددها لأمس الثلاثاء، على دعوة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية "يوكيا أمانو" لإسرائيل خلال زيارته لهذه الأخيرة أواخر أغسطس الماضي إلى "بحث إمكانية" توقيع اتفاقية حظر الانتشار النووي، في ما اعتبرته الصحيفة أحدث فصل من حملة متواصلة، تقودها بالأساس – حسب زعمها - مصر ودول عربية أخرى وإيران لإرغام إسرائيل على الالتزام بهدف شرق أوسط خال من الأسلحة النووية. غير أن الصحيفة ترى أن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب لإرغام إسرائيل على إنهاء "سياسة الغموض النووي المسؤولة جداً والمستمرة منذ أربعة عقود"، وهي السياسة التي لا تؤكد فيها إسرائيل، مثلما لا تنفي، قدرتها النووية المزعومة، حتى من أجل الردع، مثلما تزعم. وعلاوة على ذلك، تضيف الصحيفة، فإن إرغام إسرائيل على التخلي عن سياسة الغموض النووي، يمكن أن يفضي إلى سباق نووي في الشرق الأوسط وحل اتفاقية حظر الانتشار النووي، مشيرة في هذا الصدد إلى أن الدول الأعضاء في الجامعة العربية أعلنت في مارس 2008 أنها ستنسحب من الاتفاقية إذا اعترفت إسرائيل بامتلاكها أسلحة نووية. ويكفي إسرائيل، تقول الصحيفة، أنها "تتعهد بألا تكون الأولى التي تُدخل استعمال الأسلحة النووية في المنطقة وبأنها تُظهر حس مسؤولية وضبطا للنفس منذ عقود"، مضيفة أن "لا إسرائيل ولا الديمقراطيات التي تقدر قيمة الحرية يمكنها أن تغيِّر الوضع الحالي في وقت ينبغي فيه تركيز كل الطاقات على جهود إيران الرامية لامتلاك أسلحة نووية". ثم ختمت بالقول على إسرائيل، في الواقع الجيوسياسي الحالي، أن تحافظ على تفوقها العسكري "من أجل السلام في المنطقة"(!). أين الحقوق المتساوية؟ تحت عنوان "نصف المراهقين الإسرائيليين لا يرغبون في وجود عرب في أقسامهم"، اهتمت صحيفة "هآرتس" ضمن عددها ليوم أمس الثلاثاء بنتائج دراسة خاصة أُجريت لحساب مؤتمر "التعليم في العصر الرقمي" شملت 500 مراهق إسرائيلي تتراوح أعمارهم ما بين 15 و18 سنة. الدراسة وجدت أن 64 في المئة يعتقدون أن الإسرائيليين العرب لا يتمتعون بحقوق متساوية كاملة في إسرائيل، وأن 59 في المئة يرون أنهم ينبغي ألا يتمتعوا بحقوق متساوية كاملة. كما كشفت الدراسة أن 96 في المئة من المستجوَبين يريدون من إسرائيل أن تكون دولة ديمقراطية ويهودية، ولكن 27 في المئة يعتقدون أن الأشخاص الذين يعترضون على ذلك ينبغي أن يُحاكموا، بينما يدعم 41 في المئة حرمانهم من الجنسية. وجواباً على سؤال حول ما إن كانوا مستعدين للدراسة في قاعة مع تلميذ أو تلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة، أجاب 32 في المئة منهم بالنفي. ولكن عندما طُرح السؤال ذاته بخصوص التلاميذ العرب هذه المرة، أجاب 50 في المئة من المستجوبين بالنفي. وقد أشرف على هذه الدراسة البروفيسور كامل فاتشز من كلية الإحصاء التابعة لجامعة تل أبيب، بتعاون مع شركة "سامبل بروجيكت". أما بخصوص حوافز الخدمة في الجيش الإسرائيلي، فقد قال 83 في المئة إنهم لا يشكون في أنهم سيؤدون الخدمة، ولكن حوالي النصف قالوا إن لديهم أصدقاء لا ينوون الالتحاق بالجيش. كما قال أكثر من نصف من شملتهم الدراسة، 59 في المئة، إنهم لا يريدون الخدمة في الوحدات القتالية في الجيش. وأخيراً، ورداً على جواب حول ما إن كانوا سيرفضون الخدمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال 24 في المئة إنهم سيرفضون، وقال 47 في المئة إنهم لن يرفضوا، بينما لم يحسم المتبقون أمرهم. إعداد: محمد وقيف