ورد كثير من الأفكار التحليلية النقدية القيمة في مقال الكاتب ويليام فاف: "فرص المفاوضات الهزيلة"، إلا أنني سأكتفي هنا بالتعليق على تلك الجزئية المتعلقة بضعف دور أوروبا، دون غيرها. والمؤسف في الغياب المزمن للدور الأوروبي فيما يتعلق بالتأثير إيجاباً على جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط هو أن أوروبا بالذات هي أكثر الأطراف الدولية التزاماً ماديّاً واقتصاديّاً تجاه طرفي الصراع. وكان يفترض أن يكون هذا الالتزام الاقتصادي والمالي رافعة لدور سياسي أكبر. ولكن لم تنجح المنظومة الأوروبية حتى الآن في بلورة سياسة ذات زخم أو تأثير تجاه الصراع، لأن الانحياز المطلق لإسرائيل يجعل أوروبا في موقع لا يسمح لها بلعب دور الوسيط أو الراعي المحايد لعملية السلام. هذا إضافة إلى تبعية السياسة الخارجية الأوروبية بشكل شبه كامل للسياسة الخارجية الأميركية ليس في هذا الصراع وحده فحسب بل أيضاً في معظم الصراعات الإقليمية على الصعيد العالمي. بوعلام الأخضر - باريس