في مقاله "معركة فلسطين: تكون في واشنطن أو لا تكون"، قال الدكتور وحيد عبد المجيد ما مؤداه إن الصراع الآن يجب أن يكون على عقل الولايات المتحدة وقلبها، أكثر مما هو صراع على الأرض في الشرق الأوسط... وهو رأي ينطوي على قدر كبير من الواقعية، لكن الكاتب يعيدنا إلى تجربة أنور السادات الذي قال إنه وضع 99 في المئة من أسهمه بين يدي الولايات المتحدة وراهن على اختراق تحالفها مع إسرائيل، ثم أخيراً لم يستطع تحقيق شيء من رهاناته. ولتأكيد عنصر الصعوبة في هذه الفكرة، يقول الكاتب إنه يتعذر الوصول إلى قلب واشنطن بدون قيام لوبي عربي أميركي يضاهي ويوازي اللوبي اليهودي الأميركي، حيث استطاع الأخير عبر عقود من الزمن بناء نفوذ واسع في دوائر القوة والتأثير الأميركية، بما فيها دوائر المال والاقتصاد والإعلام والثقافة والسياسة والأمن والصناعة... فكم إذن سنحتاج من وقت وجهد لإقامة لوبي كهذا، يتمتع بنفوذ وتأثير مشابهين على قلب واشنطن الذي أصبح الهدف الأسمى وليس استعادة الأرض والحقوق؟! سامي عوض -أبوظبي