دواعي الأمل في المفاوضات "المباشرة"... وبداية عهد جديد في العراق استئناف المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الولايات المتحدة، والإعلان الرسمي عن انتهاء الدور القتالي للقوات الأميركية في العراق، والعلاقات بين الهند والصين... موضوعات من بين أخرى نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة موجزة في الصحافة الدولية. انطلاق المفاوضات "المباشرة" صحيفة "تورونتو ستار" الكندية أفردت افتتاحية عددها لأول أمس الأربعاء للتعليق على إطلاق مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بواشنطن يوم الأربعاء الماضي، معتبرة أنه من الصعب ألا ينتاب المرء تشاؤم بشأن مآل هذه المفاوضات وخاصة أنه "سبق للعالم أن شاهد هذا الفيلم من قبل، وهو فيلم نهايته غير سعيدة عادة". غير أنها ترى بالمقابل أنه وسط هذه الصورة القاتمة توجد أسباب للتفاؤل والأمل في أنُ تنتج هذه الجولة الجديدة من المفاوضات -المفاوضات المباشرة الأولى منذ عامين تقريباً- نتائج ملموسة في غضون اثني عشر شهراً. ومن ذلك أيضاً حقيقة أن الوقت بدأ ينفد من كلا الجانبين. فالرئيس الفلسطيني، تقول الصحيفة، يعرف أن الوضع لن يتحسن طالما أن "حماس" مستمرة في السيطرة على قطاع غزة وتقوض جهود السلام. كما أن نتنياهو واعٍ بأن استمرار احتلال الضفة الغربية لا يمكن أن يستمر إلى الأبد. ولئن أقرت الصحيفة بأن الانقسامات ما زالت عميقة - مثلما كانت دائماً- حول المستوطنات ومستقبل القدس والحدود النهائية وحق العودة بالنسبة لللاجئين؛ فإنها تلفت إلى أن الدبلوماسيين قد أشاروا إلى الخطوط العريضة للحلول منذ وقت طويل، معتبرة أن "التحدي الحقيقي" هو سياسي أكثر منه دبلوماسي. والواقع أن الضفة الغربية تبدو كقصة نجاح نسبية خلال السنوات الأخيرة، تقول الصحيفة، وذلك على اعتبار أن وضعها الأمني بات مستقرّاً واقتصادها قويّاً. وفوق كل ذلك، فإنه لا يوجد بكل بساطة بديل آخر للمفاوضات، لأنه "إذا لم يكن الجانبان يتحدثان مع بعضهما بعضاً، فالأرجح أنهما سيتبادلان إطلاق النار". طي الصفحة في العراق تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "ذا أستراليان" الأسترالية افتتاحية عددها لأمس الخميس، وفيها علقت على الإعلان الرسمي عن انتهاء الدور القتالي للقوات الأميركية في العراق. وبهذه المناسبة، ركزت الصحيفة على حصيلة هذه الحرب؛ ففي سبع سنوات وخمسة أشهر و13 يوماً من الحرب قُتل 100 ألف مدني على الأقل و55 ألف متمرد. وفي جهد حربي كلف حوالي تريليون دولار، سخَّرت الولايات المتحدة 1.5 مليون جندي، 4400 منهم قُتلوا و32 ألف جُرحوا؛ كما استثمرت 60 مليار دولار في مشاريع إعادة الإعمار.الصحيفة اعتبرت أن "الادعاء الخاطئ" بأن العراق كان يخفي أسلحة دمار شامل كشف عن فشل استخباري خطير وأضر كثيراً بمصداقية بوش، ولكن الثابت والأكيد، كما تقول، هو أن صدام استعمل غاز الأعصاب وغاز الخردل ضد آلاف القرويين الأكراد في شمال العراق في 1987. الصحيفة أقرت بأن العراق ما زال بعيداً كل البعد عن الحليف الآمن والمزدهر الذي كانت الولايات المتحدة تأمل في بنائه، ولكنها تشدد على أن المؤشرات "مشجعة"، على كل حال. فالعراق، يحتل المرتبة الرابعة بين دول الشرق الأوسط، على مؤشر الحرية السياسية. وإضافة إلى ذلك، فإن صندوق النقد الدولي يتوقع نموّاً بمعدل 5.8 في المئة في الناتج الداخلي الخام للعراق هذا العام. والبطالة، وإن كانت مرتفعة، إلا أنها انخفضت إلى 15 في المئة. علاقات الهند والصين صحيفة "تايمز أوف إينديا" الهندية علقت ضمن افتتاحية لها على رفض بكين منح تأشيرة الدخول لجنرال هندي يعمل في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، وهو ما ردت عليه الهند، حسب بعض التقارير، بتعليق كل أشكال التبادل العسكري مع الصين. وفي هذا السياق، ترى الصحيفة أنه يجدر ببكين أن تعيد التفكير بشأن ما إن كان "الاستفزاز (الصيني) للهند بخصوص كشمير يستحق نسف النوايا الحسنة بين البلدين"، مشيرة في هذا السياق إلى أن الصين، دأبت منذ بعض الوقت على إصدار تأشيرات خاصة لسكان كشمير وتشدد على وصف الإقليم بالمتنازع عليه، وهو ما اعتبرته الصحيفة "استفزازاً غير ضروري"، مرجحة أن تكون لعلاقات بكين بإسلام آباد علاقة بالموضوع. ومثلما أن الصين لن تسمح بأن يقال لها كيف تمارس السياسة الخارجية مع بلد آخر، تقول الصحيفة، فإنه يتعين عليها أن تعترف بالمبدأ نفسه عند تعاملها مع الهند، مضيفة أنه حري ببكين أن تعترف بحساسية موضوع كشمير بالنسبة لنيودلهي. ثم اعتبرت في ختام افتتاحيتها أن من الطبيعي أن تنخرط الهند والصين، باعتبارهما أسرع اقتصادين كبيرين نموّاً في العالم، في "منافسة صحية"؛ ولكنها ترى المواضيع المثيرة للغضب والتحديات ينبغي ألا تحجب الصورة الأكبر: أن ثمة فائدة مشتركة في السعي إلى تمتين وتحسين العلاقات بين البلدين. العلاقات الصينية اليابانية صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية علقت ضمن افتتاحية لها على منتدى بكين- طوكيو السادس، الذي افتتح أعماله يوم الاثنين في طوكيو، منتدى تقول الصحيفة إنه أتى في وقت تعرف فيه العلاقات بين البلدين أفضل الأجواء منذ سنوات، معتبرة أن تبادل الآراء ووجهات النظر بين المسؤولين والمختصين من شأنه أن يعمِّق التفاهم المتبادل ويمنح زخماً جديداً للعلاقات الثنائية حتى تنمو وترقى إلى مستوى أعلى. ويُعد المنتدى، الذي تنظمه بشكل مشترك صحيفة "تشاينا ديلي" و"جينرون إن بي أو"، وهو مركز بحوث ياباني غير ربحي، حدثاً سنويّاً يُعقد بالتناوب في الصين واليابان منذ أغسطس 2005. وحسب الصحيفة، فإن المنتدى عرف على مدى السنوات مشاركة شخصيات بارزة من الحكومة والوسط الأكاديمي؛ مشاركة تشير إلى أن كلتا الحكومتين تعلقان أهمية كبيرة على العلاقات الثنائية، وتضمن دور المنتدى كمنبر ليناقش المشاركون من الجانبين المواضيع الخاصة بالعلاقات الثنائية بعمق. وفي ختام افتتاحيتها اعتبرت الصحيفة أن منبراً مثل منتدى بكين- طوكيو يمكن أن يساعد على تمتين العلاقات الصينية- اليابانية، ويساهم في التنمية الإقليمية. إعداد: محمد وقيف