أتفق مع بعض ما جاء في مقال: "ليبرالية بدون علمنة؟" للدكتور السيد ولد أباه، وذلك لقناعتي الشخصية بأن هنالك ربطاً مفتعلاً بين الجانبين الاقتصادي والإيديولوجي في هذه المسألة. فالليبرالية نظام إنتاجي اقتصادي ناجح، فيما العلمانية نظام سياسي له أنصاره وخصومه، ولكنه أقل نجاحاً وليس محل إجماع إذا حكمنا عليه من واقع تجارب التاريخ المعاصر. والمفارقة أن بعض المبشرين الإيديولوجيين في الغرب يسعون لإقناع العالم بأن الليبرالية مستحيلة من دون العلمانية، وهذا ادعاء فيه نظر من أوجه نظرية وعملية عديدة. فهنالك دول متقدمة جدّاً اقتصاديّاً مثل اليابان ولكنها لم تقطع مع موروثها الديني بشكل كامل. بل إن بعض الدول الغربية نفسها، التي تعتبر عادة قلاعاً تقليدية لليبرالية، ما زال حضور الدين في المجال العام محسوساً فيها، بما في ذلك المجال السياسي بشكل خاص. أشرف زكي - القاهرة