في مقاله المعنون بـ"إعادة تشكيل النظام العالمي"، والمنشور يوم الأحد الماضي، خرج جورج جي. كاستانيدا بقناعة مهمة، تمثل في أن الدول الصاعدة لا تزال خفيفة الوزن في الجانبين الدبلوماسي والسياسي، ومنحها دوراً أكبر في الساحة الدولية، من شأنه إضعاف الاتجاه الهادف إلى تعزيز نظام تعددي دولي أكثر فعالية. قد يختلف بعض المحللين مع الوزير المكسيكي السابق، لكن لا بد من الإقرار بأن للمسؤولية ثمناً. والقول بأن تلك الدولة قوة صاعدة، وقطب عالمي جديد، يجب أن ينطلق من محددات أهمها التحلي بالمسؤولية على الصعيد الدولي، ولعب دور إيجابي في حل المشكلات الإقليمية. وصف بلد ما بأنه قوة جديدة ستنافس الكبار على صدارة النظام العالمي، ليس أمراً سهلاً، بل يتعين القبول بأن موقع الصدارة يأتي من خلال الإيمان بأهمية المساعي الرامية لأمن العالم واستقراره، لا توتيره وتوليد صراعات جديدة على التجارة والاستثمار. كما أن التربع على قمة النظام الدولي لا تأتي مؤهلاته من القوة الاقتصادية والعسكرية، بل من القوة الناعمة ومنظومة القيم والاعتبارات الأخلاقية في السياسة الدولية.