ضمن مقال د. أسعد عبدالرحمن: "اللوبي العربي... حلم مؤجل" نجد إثارة لمسألة مهمة، وإن كانت لا تثار كثيراً في الصحافة العربية، هي عدم وجود قوى أو جماعات ضغط عربية في أميركا تستطيع الدفاع عن المواقف العربية، مع أن الدفاع عن قضايانا أسهل من الدفاع عن سياسات إسرائيل، بحكم عدالة القضايا والحقوق العربية التي تدعمها قرارات دولية عديدة، في حين أن السياسات الإسرائيلية صعبة التسويق والتسويغ لأنها تقوم أساساً على الاحتلال والتعدي على أراضي وحقوق الغير، ومع ذلك يتمكن اللوبي الصهيوني الموالي لدولة الاحتلال من دعم تلك السياسات وتسويقها إعلاميّاً للرأي العام الأميركي في أحيان كثيرة. وفي اعتقادي أن الجالية العربية الأميركية تحتاج إلى دعم سياسي من قبل عمقها الأصلي في الوطن العربي، وكذلك من طرف وسائل الإعلام العربية. وأخطر من هذا كله ينبغي الاعتراف بأن ما تبنيه الجاليات العربية في الغرب عموماً في عدة عقود من الزمن يهدمه المتطرفون بعمل واحد أرعن يشوه سمعة العرب عموماً، فيردهم إلى المربع الأول، ومثل هذا الدور الهدام لا يعاني منه أنصار إسرائيل في الغرب، ولذلك يصولون ويجولون ويتحول عملهم إلى تراكم يتأسس اللاحق منه على السابق، فيترسخ وجود جماعات الضغط الصهيونية ويتعاظم تأثيرها وحضورها. محمود عبد الله - الدوحة