مع أن د. حسن حنفي أوضح في مقاله: "الإحياء الديني ظاهرة تاريخية"، قضية مهمة جداً هي عودة معظم الأديان إلى لعب أدوار قوية الآن في عصر العولمة، إلا أن هذه العودة مع ذلك يقع أحياناً تقديمها ضمن سياق من الخلط المفتعل، إذ أن ثمة فرقاً شاسعاً بين عودة الدين كظاهرة تاريخية، وكعامل شديد الأهمية في صياغة وتوجيه وعي الأفراد والمجتمعات في السياق الروحي، وبين محاولة إقحام الأديان في السياسة، وفي أغلب الأحيان وفق تأويلات غير مناسبة، تخرج النص الديني من سياقه المعنوي والموضوعي. ولاشك أن هذا الخلط المفتعل بين الدين والسياسة هو سبب الكثير من مشاكل عالمنا المعاصر، سواء في مجتمعاتنا العربية على يد التيارات الأصولية المتطرفة، أم في الغرب عن طريق عودة الأصولية الدينية هناك مع تيارات الانعزالية والمتطرف. علي إبراهيم - عمان