قرأتُ مقال د. عمار علي حسن: "نجيب محفوظ... السيرة الغائبة"، وضمن التعقيب الموجز الآتي سأشير إلى أن المبدعين الكبار مثل نجيب محفوظ يبقون خالدين في الذاكرة وحتى إذا غيبهم الموت تبقى نصوصهم وإبداعاتهم حاضرة في الفضاء الثقافي لأمتهم، وهذا يصدق بكل المقاييس على أب الرواية العربية نجيب محفوظ، الذي سيبقى هو الغائب الحاضر على مر الزمن كلما تعلق الأمر بالرواية والإبداع السردي العربي. وبالنسبة لعزوف كاتب "الثلاثية" عن كتابة سيرته الذاتية سأضيف إلى تلك التفسيرات الجيدة التي قدمها الكاتب ملاحظة أعتبرها جديرة بالتسجيل، وهي أن مبدعاً مثل نجيب محفوظ ليس أصلاً في حاجة إلى كتابة سيرته الذاتية الشخصية، لأنه كتبها سلفاً عن طريق الإبداع من خلال رواياته وفضائها المكاني، وقد تفنن محفوظ بصفة خاصة في تسجيل يوميات فضائه السردي وهو حارات القاهرة وأحياؤها العتيقة. كما أنه خالد كذلك بشخوص رواياته وأبطالها الذين انطبعوا في أذهان أجيال كاملة من القراء في الثقافة العربية. متوكل بوزيان - أبوظبي