أتفق مع تلك الدعوة التي حملها مقال الكاتب السيد يسين: "إحياء فكرة النهضة العربية"، وذلك لقناعتي بضرورة استكمال جهود عصر النهضة العربية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وهي نهضة كان متوقعاً لها تحقيق الكثير لجهة تحديث مجتمعاتنا العربية وتحقيق مشروعات تنموية وعلمية طموحة فيها، ولكن معظم مشروعات النهضة العربية، سواء في الممارسة أو التنظير، تم تقويضها خلال فترة الاستعمار الغربي للبلدان العربية، ولولا ذلك الاستعمار، ربما كان وجه الوطن العربي سيأخذ شكلاً مختلفاً وخاصة في مجالي الاقتصاد والتقدم العلمي. ولكن المفارقة الأكبر هي أن العرب لم يسعوا لاستكمال ما بدأه رواد عصر النهضة الأوائل عندما استقلت الدول العربية من الاستعمار الغربي، حيث تباينت تجارب وتوجهات الدول الوطنية، ولم يكن هنالك إطار نظري أو معرفي جامع لجهودها التحديثية مثل مقولات عصر النهضة، بل لقد سارت كل دولة في طريقها الخاص، وعطلت العمل المشترك أحياناً السياسات والإيديولوجيات، وغاب مفهوم النهضة والتحديث أحياناً أخرى كثيرة وراء الشعارات "الثورية" العقيمة. وليد خالد - دمشق