تحديات الانخراط في الساحة اليمنية...وبوادر انتكاسة "ديمقراطية" كيف يتحقق التوازن في السياسة الأميركية تجاه اليمن؟ وهل بات الحزب "الديمقراطي" على حافة انتكاسة جديدة؟ وماذا عن أصداء الحكم القضائي الذي يطالب بوقف الدعم الفيدرالي لبحوث الخلايا الجذعية؟ وما السبيل لتوزيع تعويضات التسرب النفطي في خليج المكسيك؟... تساؤلات نضعها تحت الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. تصعيد في اليمن في افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي، وتحت عنوان "زيادة عسكرية أخرى لأوباما في اليمن"، استنتجت "كريستسان ساينس مونيتور" أن التصعيد العسكري الذي تقوم به إدارة أوباما في اليمن– حيث تنظيم "القاعدة" أصبح أكثر خطورة- يحتاج مراقبة حثيثة من الكونجرس الأميركي، وإلا فإن اليمن- مثل أفغانستان- سيصبح مستنقعاً للولايات المتحدة. الصحيفة تقول إن الصراع الطويل ضد "القاعدة، له منعطفات كثيرة، الآن أسفر هذا الصراع عن إخلاء مدينة يمنية من سكانها البالغ عددهم 80 ألف نسمة. عملية الإخلاء بدأت الأسبوع الماضي، عندما فرض الجيش اليمني سياجاً على مدينة "لودر" الجنوبية لمطاردة مجموعة يطلق عليها "تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية"، الذي يضم ما بين 300 إلى 500 مقاتل...المعركة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى من الجانبين، علماً بأن هذا التصعيد كان في إطار جهد مشترك بين إدارة أوباما والحكومة اليمنية، هدفه التخلص من فرع خطير تابع لمجموعة ابن لادن في باكستان. التهديد الذي يشكله تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" بالنسبة لليمن أو الغرب، تنامى خلال السنوات الثلاث الأخيرة، خاصة في ظل الانتكاسة التي مُني بها التنظيم في باكستان، المجموعة التي تمت محاصرتها هي التي دربت النيجيري المشتبه في إقدامه العام الماضي على محاولة فاشلة لتدمير إحدى الطائرات الأميركية في إجازة "الكريسماس". وتقول الصحيفة إن هذه المجموعة تشمل أيضاً أنور العولقي الأميركي من أصل يمني الذي اتصل بنضال مالك حسن، الذي ارتكب جريمة "فورت هوود"، وهو الذي ربما درّب الكثير من مسلمي الولايات المتحدة على "الجهاد". وحسب الصحيفة، تقدم الولايات المتحدة ملايين الدولارات كمساعدات للجيش "اليمني"، إضافة إلى دعم يتمثل في قوات العمليات الخاصة. الآن تسعى واشنطن إلى البت في الاستخدام السري لطائرات من دون طيار تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية، ضد هذا البلد الذي يضرب الفقر سكانه البالغ عددهم 23 مليون نسمة، والمجاور للسعودية. الولايات المتحدة في حاجة إلى تعزيز الحكومة اليمنية وتنمية الاقتصاد اليمني، وإلا فإن العمليات العسكرية الأميركية، ستدفع كثيراً من الشباب اليمني العاطل عن العمل نحو الالتحاق بمجموعات "القاعدة". صحيح أن إقناع الرئيس اليمني بمحاربة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ليس أمراً سهلاً، لكن الهجمات الأخيرة التي شنها التنظيم ضد بعض كبار الشخصيات الأمنية في اليمن، دفع صنعاء إلى التعامل مع المجموعة التابعة لـ"القاعدة" كتهديد، ما جعلها تجبر سكان مدينة "لودر" على إخلاء المدينة لمدة ثلاث أيام كي يساعدوا الجيش اليمني على الإمساك بقيادات مهمة في تنظيم "القاعدة بشبه الجزيرة العربية". وتنصح الصحيفة الكونجرس بمراقبة التصعيد الأميركي المتزايد في اليمن، والموازنة بين القلق المتمثل في احتمال أن يصبح اليمن مصدراً لمزيد من الهجمات الإرهابية كتلك التي وقعت في 11 سبتمبر، وفي الوقت نفسه التحرك ضد أن يتحول هذا البلد إلى مستنقع للولايات المتحدة. الانتخابات "النصفية" تحت عنوان "أوباما وانتخابات التجديد النصفي وسباق 2012”، كتب "دويل ماكمانوس" يوم أمس مقالاً في "لوس أنجلوس تايمز"، توصل خلاله إلى قناعة مفادها أن أوباما و"الديمقراطيين" يمكنهم الاستفادة من دروس التاريخ لتقييم أنفسهم والنظر إلى المستقبل. الكاتب استرجع مشهداً وقع صيف عام 1994- أي قبل 16 عاماً- آنذاك رأى كلينتون أن حملة الحزب "الديمقراطي" تمر بأزمة، وساعتها أجرى "ديك موريس" استطلاعاً للرأي كانت نتائجه غير مُشجعة بالنسبة لـ"الديمقراطيين"، فالأميركيون لم يشعروا آنذاك أن حياتهم تتحسن، بل سئموا من المشكلات الدائرة في واشنطن. وفي نوفمبر حقق "الجمهوريون" نصراً كاسحاً على "الديمقراطيين" في مجلس "النواب" كان الأول منذ 40 عاماً... الآن جاء صيف 2010 بأخبار سيئة لـ"الديمقراطيين" مفعمة هذه المرة بأرقام البطالة وتباطؤ النمو الاقتصادي، والكثير من الناخبين لا يجدون آثاراً إيجابية لسياسات أوباما، وكثير منهم يقول: نحن راغبون في منح الفرصة لتجريب البدائل التي يروج لها "الجمهوريون" كتخفيض الضرائب والحد من الإنفاق. وحسب الكاتب، يبدو أن "الديمقراطيين" يعرفون أنهم مقبلون على انتكاسة كبرى، والسؤال الوحيد يتمثل في إلى مدى سيكون حجم هذه الانتكاسة؟ بحوث الخلايا الجذعية في افتتاحيتها يوم الثلاثاء الماضي، وتحت عنوان "اتجاه خاطئ في مسألة الخلايا الجذعية"، أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن أحد القضاة الفيدراليين قرر أن التفسير القانوني الذي يبرر الدعم الفيدرالي لبحوث الخلايا الجذعية، والذي تم العمل به لأكثر من عقد من الزمان غير صحيح. وتقول الصحيفة إذا تم تفعيل هذا الحُكم، فإنه سيكون ضربة قوية ضد البحوث الطبية، وهذا أيضاً هو الموقف ذاته الذي تبنته "لوس أنجلوس تايمز" في افتتاحيتها ليوم أمس، حيث رأت أن الحكم يوجه صفعة للباحثين، الذين يحدوهم الأمل في إيجاد علاج للزهايمر وغيره من الأمراض باستخدام الخلايا الجذعية. "نيويورك تايمز" ترى أن الحكم القضائي الصادر عن "رويس لامبرث" سيعرقل بحوثاً يسعى أوباما إلى التوسع في تمويلها فيدرالياً، وتتضمن تدشين عشرات الخطوط الخاصة بالخلايا الجذعية. ويبدو أن الحكم سيفرض حظراً على تمويل بحوث للخلايا الجذعية كانت إدارة بوش وافقت عليها عام 2001. لكن وزارة العدل الأميركية أعلنت أنها ستستأنف هذا الحكم. الصحيفة تقول إن العلماء يعلقون آمالاً كبيرة على الخلايا الجذعية في علاج أمراض كالسكري وداء "باركنسون" وغيرهما...القاضي أصدر حكمه بسبب استخدام الخلايا الجنينية بشكل مكثف في عيادات الخصوبة، هذه الخلايا إما يتم تدميرها أو تجميدها إلى الأبد. العلماء يأملون في الاعتماد على خلايا البشرة (الجلد) كوسيلة من خلالها يتم تجنب استخدام "الخلايا الجنينية"، التي قد يضطرون إلى تدميرها، لكن لا يزال الوقت مبكراً للوصول إلى هذه المرحلة. وتناشد الصحيفة وزارة العدل استئناف هذا الحكم، وتطالب الكونجرس بأن يحسم المسألة مرة واحدة بإصدار تشريع يضمن من خلاله استمرار التمويل الفيدرالي... لدعم بحوث الخلايا الجذعية، المستمدة من خلايا جنينية. اقتصاديات البقعة النفطية في افتتاحيتها ليوم أمس، وتحت عنوان "التطهير الاقتصادي للتسرب النفطي"، قالت "واشنطن بوست": (عندما قررت شركة بريتش بيتروليوم تقديم تعويض لمتضرري التسرب النفطي في خليج المكسيك بقيمة 20 مليار دولار أشارت إلى إنها لن تلعب أي دور في توزيع هذا المبلغ على المتضررين، أي أنها لا تريد تحديد من يستحق التعويض، وكم من الأموال التي يحتاجها). ويبدو أن عملية التوزيع انتقلت إلى المحامي "كينيث فينبيرج"، الذي نجح في إدارة صندوق تعويضات ضحايا هجمات 11 سبتمبر. هذا المحامي المقيم في واشنطن، حدد خطوتين للعمل، خلال الشهور الثلاثة المقبلة. أولاهما أن المتضررين بمقدورهم المطالبة بإغاثة مؤقتة دون أن يتخلوا عن أية حقوق قانونية، وثانيتهما أن ينتظروا تسوية نهائية من خلال التعويضات، كي يتسنى لهم التخلي عن مقاضاة بريتش بيتروليوم. "فينبيرج" طالب المتضررين بتقديم طلبات التعويض، مذكراً إياهم بأنه لا يوجد اتفاق أفضل من هذا، خاصة إذا علمنا أن مقاضاة الشركة ستستغرق سنوات. إعداد: طه حسيب