لعل أكثر ما لفت نظري في مقال: "موازين القوى والمفاوضات المباشرة" للدكتور إبراهيم البحراوي هو إشارته إلى مسألة موازين القوى وأثرها على المفاوضات المباشرة المزمع إطلاقها بداية الشهر المقبل بين أطراف نزاع الشرق الأوسط. والمقصود، صراحة أو ضمناً، بهذه المسألة هو اختلال موازين القوى بين الفلسطينيين وإسرائيل، وضعاً في الاعتبار الدعم غير المشروط الذي تحظى به الدولة العبرية من قبل مختلف العواصم الغربية المؤثرة في المشهد الدولي. ولكن ما لا ينتبه إليه العديد ممن يثيرون هذه المسألة هو أن عملية السلام الراهنة لم تعد فقط بين طرفين أحدهما غير قوي والآخر قوي، بل إن هنالك طرفاً ثالثاً أصبح دوره في العملية أهم من الطرفين الأصليين، وهذا الطرف الثالث هو المجتمع الدولي برأيه العام، وحكوماته، ومجلس أمنه، ومنظماته الإقليمية وغير الإقليمية. وليس سرّاً أن العالم كله أصبح مجمعاً على وجوب إنهاء إسرائيل لاحتلالها الغاشم لأراضي الشعب الفلسطيني، وعلى شرعية وضرورة قيام الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة المتصلة جغرافيّاً على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، ووفقا لخطوط الرابع من يونيو 1967. أشرف فوزي - القاهرة